أحسن الهلاليون في ترك أزمة تجديد عقد الفريدي وإعادة التعاقد مع هوساوي لتعالج نفسها بنفسها إلى أن جاء الفرج بتوقيع الفريدي لصالح الاتحاد وهوساوي للأهلي بحسب الأنباء الرسمية وغير الرسمية التي انتشرت بين وسائل الإعلام، وحين أقول ترك الأزمة تعالج نفسها أقصد أن إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد تعاملت مجردة من العواطف وحسابات التنافس أو الوقوع تحت تأثير ضغط الرأي العام، فقامت برصد ما تراه مجزياً للاعب ومناسباً لتدابيرها المالية، أما فرج التوقيع للناديين فهو أحسن وصف لحالة الضيق الذي يمكن أن تعيشه نفس الأطراف اللاعب والهلال وجماهيره.. فيما لو استمر الوضع معلقاً أكثر من ذلك. في رأيي أن التخلص من الفريدي وهوساوي هي التسمية الأصح والنصيحة الأكثر صدقاً ونضجاً التي كان على الهلاليين العمل بها منذ أن بدأ الفريدي وهوساوي يشكلان صداعاً للإدارة الهلالية من خلال مطالبهما المالية التي لايمكن للهلال الوفاء بها لأسباب خاصة به وغير ملزم بكشفها، وتعد أيضاً من حق اللاعبين، ولكن يكفي أنها في الحالتين ستعود بالسلب على الهلال، فإن وافق فهو أمام استحقاقات مشابهة ومع نجوم أكثر قيمة من الفريدي وهوساوي.. وهذه مسألة يحاول البعض غض الطرف عنها، وإن لم يوافق فإن لعبة التفاوض من أجل التفاوض سوف تكلف الهلال حالة الاستقرار.. وهو ما يحاول أن يضغط الأمير عبدالرحمن بن مساعد تجاهه من خلال إعلانه الواضح عن ما يمكن أن يصل إليه الهلال مالياً مع اللاعبين، وليس عيباً أن يغلف ذلك بودية وثناء ورغبة أن يبقيا فهذه مسألة تحسب له لا عليه. لكن هل سينجح الفريدي مع الاتحاد وهوساوي مع الأهلي؟ طبعاً نتمنى ذلك، لكن هل يكفي التمني؟ بالطبع لا، فالفريدي سينجح بشروط، من بينها أن الاتحاديين كانوا جادين عند بحثهم وراء اللاعب ومن ثم الظفر به، فإذا كان ذلك بحسابات فنية وقراءة لواقع الفريق وما يحتاجه وفهم لطبيعة اللاعب من الناحية الفنية والمهارية والمزاجية النفسية، فإن فرص النجاح ستفتح أبوابها ولا أقول تتحقق، إذ إن ذلك يحتاج إلى أن يلعب الفريدي موسماً وأكثر للحكم له أو عليه، مرهوناً ذلك باستقرار في العلاقة بين الطرفين خاصة فيما يتعلق بالأمور المالية المتفق وغير المتفق عليها، وأعتقد أن فرصة الفريدي وسط الميدان متاحة لأن يكسب الجولة الأولى مع هذا الامتحان، فهو لاعب ماهر موهوب يستطيع التأثير على الجماهير، إلا أن الأمر لن يتوقف على ذلك فقط، ومن هنا قلت إنه يمكن له أن يكسب الجولة الأولى. أما أسامة هوساوي فهو يملك أسباب القبول في الأهلي والقدرة على أن يكون لاعباً رئيسياً في الفريق منذ البداية، يخدمه في ذلك النقص الذي يعاني منه الأهلي في مركز متوسط الدفاع، ثم جدية وانضباط أسامة وسلوكه المهذب، لكن هل يعني هذا أن الأهلي سيقفل ملف هذا المركز؟ لا أعتقد، وسيجد أن كامل الموسى يؤدي دور العقل المدبر والقارئ لتحركات الخصم وأول من يسلم الكرة لزملائه لبناء الهجمة، وما سيقوم به أسامة هو شق دفاعي بحت يعتمد على التخليص والمراقبة والفدائية، لا شك أنه دور هام وهام جداً، لكن هذه المهام لا تحتاج إلى لاعب بهذه الهالة أو الكلفة. الهلال صنع موهبة الفريدي الناشئ القادم من نادي الأنصار، وأعطى هوساوي مساحة واسعة من الحضور منذ انتقاله لصفوفه قادماً من الوحدة، لكنهما لا يمكن أن يقدما قيمة مضافة لفريق مثل الهلال.. وهذا لا يعيبهما وليس إطراء للهلال.