|


سعد المهدي
حول جوارديولا المحظوظ
2012-11-20

ساهم جوارديولا في تتويج برشلونة بـ14 لقباً من أصل 19 خلال أربعة أعوام بدأت صيف 2008م وحصل خلال العام الذي يليه على أربع بطولات دفعة واحدة، ولا أعلم إذا ما كان لهذا لمدرب محبين صالحين يدعون له في كل خطوة أم أن أيامها السوداء لم يحن وقتها. مسيرته كلاعب ليس فيها ما يميزها كثيراً، فهو واحد من فريق الأحلام ليوهان كرويف الذي حقق بطولة كأس الأندية الأوروبية لبرشلونة لأول مرة، ولعب لبريشيا الإيطالي والأهلي القطري وفريق مكسيكي وتم إيقافه لمدة أربعة أشهر بسبب اتهامه بتعاطي المخدرات، وعقب اعتزاله خلف فرانك ريكارد وكان يدرب البدلاء وهو على كل حال المدرب رقم 15 الذي يشرف على تدريب الفريق الأول لنادي برشلونة أي أنه بدأ برعماً في أكاديميته 1984م وانتهى مدرباً له وحاز على الاهتمام كمدرب أكثر منه كلاعب وفي كل مرة يتم فتح النقاش حول من يمكن أن يكون مدرباً يرفع الجميع رؤوسهم بحثاً عن النجوم الكبيرة أو المواهب المميزة وهم بذلك لا يرون اختلافاً أو فرقاً بين المهتمين وهذا خطأ يرتكب أحياناً من باب الانحياز أو عشق بعض النجوم أو لضرب نظرائهم الذين قد يكون لهم حظوظ أكثر في العمل التدريبي، ومع أن الصورة كانت واضحة حتى في السابق إلا أنها أكثر وضوحاً بالنظر إلى نماذج من المنخرطين في عمل التدريب وبنسبة من مارسوا الكرة بشكل محدود أو كبير وكذلك حدود الموهبة والنجومية التي كانوا يتمتعون بها وهي دائما تنصف من يتمتع بالإمكانات الواجب توافرها في من يريد أن يشغل هذا العمل ولا تعطي للمواهب في اللعب أو النجومية في الملاعب إلا بمقدار الفرصة فقط. بالعودة إلى جوارديولا فإن كتاب (بيب.. شكل آخر للفوز) الذي نشرت جزءاً منه صحيفة تيلجراف البريطانية لم يظهر في ثناياه ما يعطي له تلك الميزة التي يمكن أن يختلف بها عن مدربين آخرين، لكن جوانب التأهيل كانت متوفرة بل وعلى أعلى درجة وأقصد هنا الشخصية والرؤية وبينهما تجربة ناضجة في الملاعب وموهبة تدريب وهي تختلف عن موهبته كلاعب ربما تلتقي معها وتتقاطع لكن لولا توافر الثانية لما جاز له أن يصبح مدرباً فهي من منحته العقلية الفنية والنظرة الثاقبة التي يقيم بها عناصره وخصومه والتي يرسم بموجبها خطط المواجهة والتعامل مع أحداث المباراة من على الدكة، فيما يترك لعمل تكاملي بينه واختصاصيين في اللياقة البدنية والتهيئة النفسية وما إلى ذلك. لفت انتباهي فيما اقتطع من كلام للمدرب جوارديولا ونشرته الصحيفة قوله "إنه لشرف كبير لي أن أدرب هذا الفريق لأنني في المقام الأول أعشق هذا النادي قبل كل شيء"، وهذا ربما يراه البعض غير احترافي، لكن ذلك ربما أهم ما كان يمنحه القوة والرغبة في فعل شيء، فالتدريب من بين الأعمال التي تأخذ شكلا إبداعياً تحتاج فيه النفس إلى ما يقويها ويطلق لقدراتها ورغباتها العنان، كذلك وجدت أنني أتفق معه في رأيه حول ضرورة التقليل من الاجتماعات لأن ذلك يساعد على خفض مستويات التوتر لدى اللاعبين وأنه يحكم عليهم من خلال عملهم وليس من خلال حياتهم الشخصية وهي نقطة دائما ما تكون محل خلاف بين إدارة الأندية والمدربين مع لاعبيهم وأتصور أن الرياضي الذي يشارك في الرياضات التنافسية مدفوعة الأجر يحكم عليه من خلال ناتج عمله ويقتص منه بالنظام إذا قصر في أداء الواجبات الموكلة إليه، وهي المهام الفعلية داخل الملاعب والصالات. كتاب بيب.. شكل آخر للفوز هو لصحفي من جريدة (آس) الرياضية الإسبانية وهو محظوظ حين يمكن له أن يكتب عن مثل جوسيب جوارديولا الذي حقق كل هذا المجد ولم يتجاوز الـ41 عاماً، وبالطبع دون أن يعترض أحد على فكرة الكتاب ولماذا خص بها جورديولا، وليس غيره، أما جوارديولا الذي لا زال في إجازته المقرر لها عاماً كاملا وإن كان صنع حظه بحسن عمله وإنجازاته إلا أنه يظل محظوظاً جداً بالنسبة لطريقة حساباتنا لقيمة النجوم، فهو مدافع لعب 47 مباراة وسجل 5 أهداف.