استفاد اللاعب السعودي من تطبيق نظام الاحتراف من الناحية المادية وأصبح في مصاف رجال الأعمال الكبار أصحاب الملايين (اللهم لا حسد) وهذا الأمر طبيعي في عالم كرة القدم وخاصة في عصر الاحتراف. ـ ومع تطبيق نظام مديري أعمال اللاعبين المحترفين برزت هذه الظاهرة بشكل واضح للعيان، فاللاعب تفرغ لأداء التمارين والمباريات مع ناديه ومدير أعماله يتابع كافة أموره المتعلقة بعقده ومستحقاته التي يحصل عليها بانتظام وذلك حسب أنظمة ولوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بدون مفاوضات مباشرة أو وجع رأس. ـ لهذا أصبحنا نسمع أن اللاعب الفلاني جدد عقده بمبلغ وقدره كذا واللاعب العلاني انتقل إلى النادي الآخر بمبلغ وقدره كذا والأندية تصرخ ما عندنا فلوس وين راحت دراهمنا وأصبحوا يطالبون بتدخل الجهات المختصة بتحديد سقف رواتب اللاعبين. ـ من الواضح أن الرابح الأكبر في تطبيق الاحتراف هو اللاعب والأندية تتفرج وتعتمد فقط على فهلوة الرئيس وبالعامية على (لكاعته) لكسب رضا بعض اللاعبين ولو مؤقتاً والبعض الآخر يعتمد على المتحدث الرسمي للنادي لتهدئة جمهور النادي والخاسر الأكبر خزينة النادي لأن الاحتراف يحتاج إلى العمل المنظم داخل المكاتب وليس في الظهور الإعلامي المتكرر. ـ أنديتنا لا زالت تدار بأسلوب الأندية الهواة، فجميع العاملين في النادي كومبارس والحياة متوقفة في النادي إلى حين حضور الرئيس بما في ذلك إدارة الاحتراف التي يكون دورهم فقط في تجهيز الملفات وتعبئة النماذج ولهذا تخسر الأندية الكثير من الأموال لعدم استثمار عقود اللاعبين وإعارتهم لأندية أخرى. ـ والطامة الكبرى عندما يتعاقد بعض أعضاء الشرف مع لاعبين ويقدمونهم هدية للنادي ويعلن ذلك عبر الصحف أو عبر التويتر والرئيس والإدارة آخر من يعلم، أو يكون دعم عضو الشرف مرتبط بالتعاقد مع اللاعب الفلاني (سعودي أو غير سعودي) والنادي غرقان بالديون كما هو حال نادي الاتحاد فالنادي أولى بالدعم والمساندة. ـ قبل ثلاث أو أربع سنوات كانت إدارة الاحتراف في نادي الهلال تعمل بأسلوب احترافي متطور وبفكر عال خلال فترة تواجد الدكتور عبدالله البرقان ومعه مجموعة كبيرة من العاملين في هذه الإدارة الهامة يصل عددهم تقريباً إلى سبعة موظفين وكانت هذه الإدارة تقدم عملا رائعا انعكس ذلك على نتائج الفريق الهلالي على المستطيل الأخضر وعلى المستوى الاستثماري. ـ وهذا أكبر مثال بأن إدارة الاحتراف في النادي تعد من أهم الإدارات لأنها الدينمو المحرك للعمل في مجال كرة القدم فمواعيد انتهاء العقود وطريقة التفاوض مع اللاعبين وتجديد العقود وإعارة اللاعبين وبيع عقود اللاعبين قبل دخولهم فترة الستة أشهر واستثمارهم لزيادة مداخيل النادي كل هذه الأمور من اختصاص إدارة الاحتراف بالتنسيق مع إدارة الاستثمار لأن عصر العمل الارتجالي والاجتهاد انتهى. ـ أفضل الأندية خلال السنوات القريبة الماضية في التعامل مع أنظمة ولوائح الاحتراف ناديا الاتفاق والفتح فالأول حجز ذهاب وإياب (الدمام ـ جدة ـ الدمام) إعارة من نادي الاتفاق لنادي الاتحاد لعدة سنوات للاعبين عبدالرحمن القحطاني وراشد الرهيب وبعد ذلك باع عقديهما الأول لنادي النصر والثاني لنادي الاتحاد واستفاد النادي مادياً ونجح في تسيير أموره واستمر في المنافسة على صدارة الدوري السعودي وسط أندية ميزانياتها تتجاوز المئة مليون ريال مثل الهلال والشباب والاتحاد والأهلي والنصر. ـ أما نادي الفتح فهو يعد من أفضل الأندية تنظيماً من الناحية الاحترافية بشهادة مسؤولي رابطة دوري المحترفين السعودية وأكبر دليل على ذلك تصدره لدوري زين لهذا الموسم بإمكانيات مادية بسيطة حيث تترواح ميزانيته من 18 إلى 20 مليون ريال سعودي ولكنه يدار بفكر احترافي رائع أذهل محبي ومتابعي كرة القدم السعودية. ـ عندما نكتب أو نتحدث عن الاحتراف في ملاعبنا فإنه من الإنصاف أن نتذكر هذا الرجل وهو الأمير خالد بن سعد الرئيس السابق لنادي الشباب رجل الاحتراف الأول في ملاعبنا وأفضل من تعامل مع أنظمة ولوائح الاحتراف حيث طبق نظام الإعارة بأسلوب رائع وباع عقود بعض اللاعبين الكبار في تلك الفترة واستثمر قيمة عقودهم لخدمة النادي بالاهتمام بالمراحل السنية وتجديد عقود اللاعبين الواعدين الذين لا زالوا يقدمون عطاءاتهم داخل المستطيل الأخضر أمثال حسن معاذ وعبدالله شهيل وأحمد عطيف ووليد عبدالله والقائمة تطول.