كتبت في المقال الماضي عن “عصام السحيباني وفيصل القحطاني” وهما شابان يتم إعدادهما بعناية للمساهمة في رسم مستقبل كرة القدم السعودية، واليوم أتحدث عن شابين آخرين أرى فيهما مثال السعودي المكافح الذي يعمل لترك بصمة شبابية في مجتمع يحاول الحرس القديم أن يسيطر عليه، وأعني “تركي الدخيل وتركي العجمة” مع حفظ المناصب والألقاب. “الدخيل والعجمة” لم يفتح لهما أحد أبواب النجاح بالواسطة أو بصلة القرابة، ولا يمكن أن نقول إن الظروف خدمتهما للوصول إلى ما وصلا إليه، بل إنهما حفرا الصخر ليكون لكل منهما اسم بارز في المجال الذي يعمل به، ومن حسن حظي أنني ألتقيت بالاثنين يوم الإثنين فكانت فكرة المقال. “تركي الدخيل” سيرته تصلح لكتاب يحوّل إلى مسلسل رمضاني يعطي صورة جميلة عن شباب الوطن بدل تشويه صورة المجتمع الخليجي في الشهر الفضيل، لم يتجاوز “الدخيل” سن الشباب ورغم ذلك حقق أمجاداً لا يحققها من دخل سن الكهولة، فهو يقدم أفضل برنامج حواري عربي ويكتب مقالة يومية مؤثرة ويملك دار نشر ناجحة ومركزاً للدراسات الإستراتيجية والاستشارية، ويواصل تأليف الكتب الأكثر مبيعاً، ومع ذلك يملك الوقت لتقديم الدورات التدريبية والمحاضرات التي تشرفت بحضور آخرها عن “كيفية التعامل مع الإعلام”. “تركي العجمة” شاب جاء من الجنوب ينافس أبناء العاصمة ويتفوق عليهم بجهده وعرقه واحترافيته، فهو يعمل في مستشفى الملك فيصل التخصصي من الثامنة وحتى السادسة ويلتقط الأنفاس ليذهب إلى روتانا خليجية في التاسعة ليعد لبرنامج يستمر للواحدة صباح كل يوم، ومع ذلك يواصل العمل والإبداع والتألق والتجديد دون شكوى من الإرهاق أو مطالبة بالراحة. “الدخيل والعجمة” رغم زحمة المشاغل وجدا وقتاً كافياً لتربية أنجالهما على أفضل الطرق الحديثة، وسمعت منهما قصصاً تستحق النشر للفائدة، ولذلك أراهما خير قدوة لشباب الوطن الطموح. تغريدة tweet: “تركي وتركي” باركا لي تقديم الاستقالة من العمل الرياضي المحلي في الوقت المناسب بطريقتهما الخاصة، فقال “الدخيل”: كنت سأتصل بك لأشكرك على الخروج من عباءة وثقافة التمسك بالمناصب من المهد إلى اللحد، بينما “العجمة” فتح لي فضاء برنامج “كورة” لتوضيح أسباب الابتعاد التي أتمنى أنها أصبحت واضحة لكل من سأل وكرر السؤال.. وعلى منصات الشباب نلتقي،،،