رحل أمس عن حياتنا الفانية الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الثقافة والإعلام، ولكن ذكره سيبقى ما بقيت قلوبنا تنبض. فما زرعه من حب في نفس كل رياضي وإعلامي سيظل راسخاً في الأعماق رسوخ جبال طويق. رغم أن حضوره ـ رحمه الله ـ في الجانبين الإعلامي والرياضي كان واضحا إلا أن الجانب الإنساني لهذا الرجل كان الأقرب لقلبي. فلا أتذكر أنني قصدته في أمر إنساني إلا كان مبادرا لتفريج الكرب. أتذكر أنني قصدته يوما عندما احتاج أخي الأصغر إبراهيم للعلاج فأمر ـ رحمه الله ـ بعلاجه. قبل عام تقريبا، كتبت مقالاً انتقدت فيه القناة الرياضية وقدمت في نهاية المقال مقترحات لتطوير القناة. قرأ ـ رحمه الله ـ المقال ثم اتصل علي، عندما شاهدت رقمه توقعت أنه سيعتب علي ويقول ما يقوله كثير من المسؤولين عندما تُنتقد المنظمة التي يشرفون عليها ولكنه فاجأني بكلمة محببة لنفسي ولا أنساها "هلا سميي". شكرني على المقال وطلب مني أن أتواصل مع الأستاذ غانم القحطاني مساعد مدير القنوات الرياضية السعودية لتفعيل تلك المقترحات التي كانت إحدى ثمارها برنامج "تكتيك" الذي يعرض حاليا على القناة كل يوم اثنين. سيبقى الأمير تركي رمزاً خالداً للإعلام الرياضي، فقد قدم كل ما يستطيع من جهد ومال ووقت لجعل القناة الرياضية ـ رغم قلة الإمكانات ـ لاعباً رئيسيا ومنافساً شرساً في صناعة الإعلام الرياضي. رحمك الله يا أمير الإعلام والإنسانية، وأسكنك فسيح جناته، وثبتك عند السؤال، اللهم أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار، وألهم أهله ومحبيه الصبر.. إنك على كل شيء قدير.