عندما يتحدث بطل أولمبي عن تجرية أو مشروع مستقبل واعد للوطن لرياضة ما، هو كان أحد فرسانها فإنك لابد من التوقف على التجربة فهذا هو البطل الأولمبي هادي صوعان الذي كثيرا ما صفقنا له لأنه أسعدنا بإنجازاته وحضوره الدولي يتحدث عبر صحيفة "الرياضية" عن مشروع تطوير ألعاب القوى في مراحل التعليم العام الذي يندرج تحت الخطة الإستراتيجية الوطنية لتطوير الرياضة المدرسية الذي تتبناه وزارة التربية والتعليم بمتابعة شخصية من سمو الوزير ويشمل إعداد جيل أولمبي منذ الصغر من عمر 6ـ12 سنة، يشرف الوطن في المحافل الدولية، ومن حق الوزارة ومن حقنا كرياضيين أن نفتخر بهذا المشروع الرياضي التطويري الذي بني على أسس علمية مدروسة ووفر له جميع سبل النجاح من أدوات وتجهيزات مناسبة والشيء الذي يسجل للوزارة أنه ينفذ ضمن درس التربية البدنية وضمن الأنشطة الصفية داخل الدرس والمدرسة نفسها وهذا ما سيحقق له النجاح والاستمرارية، والأنشطة الصفية هي المجال الطبيعي في اكتساب الطلاب الخبرة من خلال ممارستها؛ ولهذا يقع الدور الأكبر في التخطيط لها وتنفيذها وتقويمها على معلم التربية البدنية، التي يؤديها الطلاب بتوجيه منه ضمن الوقت المخصص للحصة الدراسية، فهي تدخل ضمن خطته التدريسية مما يعد جزءا من عملية التعليم والتعلم المقصود، بهدف اكتساب الطلاب الخبرات اللازمة التي تقدم لهم بهدف تنمية مهاراتهم ومعارفهم ومعلوماتهم وسماتهم الشخصية أو اتجاهاتهم المرتبطة بإحدى المهارات الرياضية المنتمية لإحدى الرياضات المدرجة ضمن مقرر كل صف دراسي، وتبحث وزارة التربية والتعليم اليوم عن أفضل الطرق لتحقيق أهداف الخطة الإستراتيجية للرياضة المدرسية التي واجهت سيلاً من الانتقادات عند كل إخفاق لأي رياضة سعودية في كل مشاركة خارجية فتحولت وسائلها من الأسلوب التقليدي للتعليم إلى أسلوب جديد يمكِّن المتعلم من التعلم الذاتي الإيجابي، ويثير رغبته في البحث والاستكشاف، وينمي قدراته على التحليل والإبداع، ويجعل الطالب يعتمد على نفسه في المقارنة. وبهذا المستوى من التنفيذ الذي دعت الوزارة له العديد من الخبراء والمختصين للاطلاع على التجربة لتعبر عن الثقة فيما تقدم اليوم داخل مدارسها المستهدفة بالمشروع التطويري وإذا فعلت المدرسة ذلك حقاً فهي تسير وفق الأسلوب الحديث في تقديم نمط من أنماط التعلم الذاتي الذي يعتمد على نشاط الطالب، ومشاركته الإيجابية الفاعلة من خلال الممارسة الفعلية للأنشطة التعليمية، التي توصله إلى المعلومات المطلوبة بنفسه مستعيناً بتوجيهات معلمه، ومحققاً لأهداف المادة المعرفية والوجدانية والمهارية.كما أن الميدان التربوي يحتاج إلى أمثلة ونماذج تطبيقية للأنشطة الصفية للوصول إلى بناء مشاريع جديدة نحو أحوج ما نكون لها في الوقت الحالي عن أي وقت مضى لتطوير رياضتنا التي تعاني من شح المواهب في جميع ألعابنا الرياضية، فنحن في عصر التخطيط، فعصر الارتجال والعشوائية ولى بلا رجعة، كما أن الممارسة الفعلية الجيدة لها تلعب دوراً في اكتساب المهارات الجيدة الموصلة إلى درجة الإتقان المطلوبة في أقصر وقت ممكن، وتنمية مهارات التفكير، مما يساعد على ربط الخبرات المعرفية ببعضها لتحقيق استمرارية التعلم ودعم أساليب التعليم، وزيادة حيوية المعلم والمتعلم.ولاشك أن هذا المشروع والمشاريع المستقبلية التي ستكون على شاكلته مؤشر جيد في الكشف عن قدرات أبنائنا وإعدادهم الإعداد الجيد الذي يكفل بناء جيل جديد قادر على حمل ورفع الراية في المحافل الدولية، وفرصة أيضا لمعلمي التربية البدنية بالمدارس لإعادة توهجهم في الميدان ويكون لهم السبق في اكتشاف وتدريب الموهوبين، والكشف عن مواطن القوة والضعف لديهم، ونجدها فرصة لأن نشد من أزر القائمين على الخطة الإستراتيجية بتوقيع اتفاقيات جديدة مع جميع الاتحادات الرياضية والاستفادة من إمكانات الاتحادات ولو من الناحية الفنية وتوفير الأدوات المناسبة التي تكفل استمرار المشروع ليحقق أهدافه. ومن وجهة نظر شخصية يبقى الأمير نواف بن محمد رئيس اتحاد ألعاب القوى الرجل المتواضع المتميز بعطائه وتواصله مع كل ما يخدم رياضة ألعاب القوى هو فارس الميدان بين رؤساء الاتحادات، فقد وجد ضالته بالبدء مع الصغار وهذا ما كان ينقص جهود الاتحاد الفنية والمالية التي ذهبت في وقت سابق على لاعبين كبار في السن يضيع معهم الجهد الذي يبذل لتحقيق نتائج أبعد مما تحقق على المستوى الأولمبي أو العالمي، وأن هذا المشروع والمشروعات المشابهة وقريباً مشروع الأحياء للمدارس عندما يطبق بشكل فاعل سيكون نقطة تحول في الرياضة السعودية للعالمية، ولذلك فلنبدأ لنصنع جيلاً أولمبياً يشرف الوطن... والله الموفق.