الصحافة ظهرت بعد اختراع الطباعة ، دون الطباعة لم تكن هناك إمكانية لنشر وحفظ وتوزيع الأخبار على قدر واسع كل شيء في الدنيا يحتاج إلى بعضه الآخر وإذا ما أحسست يوما أن شيئا يتحرك على الأرض دون عون من أحد أنت تخطئ فمثل هذا الذي يتحرك بمفرده بعنفوان وقوة أو كان يتمخطر احتاج للأرض ليسير عليها دونها سيكون معلقاً في الهواء وهو ليس بطائر فيما لن يمكن للطائر أن يرفرف بجناحيه دون دفع الريح وانقباضها. نحن في ثقافتنا المجتمعية ميالون لإضفاء الهالة على من نحبهم أو حتى لا نحبهم ولكن لنا فيهم مصالح حتى لو كانت دفع ضرر عنا أو جلب ضرر للآخرين من ذلك نصاب قبل غيرنا بصدمات الحقيقة التي تسقط عن هذا الذي صنعنا منه هرماً حجراً تلو حجر حتى يكاد لا يبقى منه شيئا لكننا نظل نعتبره هرما كذلك نستميت في الدفاع عن قضايا خاسرة نعلم أنها كذلك لكن فهمنا للخلاف على أنه معركة بين طرفين لابد أن نربحها بأي ثمن وعلى أي نحو يجعل من قبولنا لمعطيات تغيير الرأي التي يسوقها الطرف الآخر أمراً فيه من العيب والمذلة التي لا يمكن أن أن نرضاها لذلك فهي عنز وإن طارت. التنافس الكروي بالذات أو منافسات كرة القدم بشكل أدق مظنة الخلاف والاختلاف حتى التشاحن والبغضاء هذا ظاهر وربما أن ظهوره في ظني هو أكثر وصفات دوائه التي لا تحقق الشفاء ولكن التعافي الذي يعطي إمكانية للتخلص من هذا الداء بالعزم والإرادة وهو قابل لحالات النكوص مجدداً والانتكاسة أقصد أن إعلان أن هناك صراع الاعتراف بالعدائية القيام بأفعال وأقوال بغرض الكسب لا شك تحدث الكثير من التنفيس والتخلص من الكراهية الشديدة وتحويلها إلى تنافس يمكن أن يتم بفروسية. الحالة الكروية ليس فيها تقيا سياسية ولا نفاق ديني وهاتان الحالتان أكثر ما يبطل مشاريع التعايش في الوطن الواحد أو بين الأمم المختلفة التستر على مشاعر الكراهية رغم وجودها لا يمكن أن يجعلها تتراجع أو تنتهي قد تتكوم كالقنبلة فإما أن تقتل العدو أو أن تقتل صاحبها لذلك فإن تنافس كرة القدم المعلن بأشكال عدة مشروعيتها تملك ضمانات وتجاوزاتها لها سقف هناك في عالم كرة القدم منظمة تحكم وتتحكم في كل كرة تتدحرج على أي ملعب على الكرة الأرضية هذه المنظمة تستطيع أن تعزلك عن عالمها بقرار واحد لا يستغرق اجتماعا أو نصف اجتماع أو برسالة بريد الكترونية وهذه نعمة كبيرة لأنه دون ذلك فقد نتورط في كوفي عنان أو حتى الإبراهيمي الذي لن تفعل زيارته ومؤتمراته شيئا، فكرة القدم فعل حي سريع والجماهير في المدرجات داخل الملعب وليس خارجه كما في السياسة. هذه منافسات كأس دورة الخليج العربي علينا ألا نتوقف عند كأس دورة الخليج فقط بل العربي لأن العرب في خليجهم حالة متقدمة عن غيرهم من التجمعات والتكتلات الأخرى.. عام 1970م كان حبل الود ممدوداً ليجمعهم لقد سبق الرياضيون بذلك مجلسهم مجلس التعاون حتى في ذلك فإن (أهل الكورة) كما يلاطفونهم أو أحيانا ينقصون منهم استشرفوا المستقبل وتلمسوا حاجة منطقتهم للتواصل والالتقاء والتعاون حتى الاتحاد. فهل نقبل أن نعود للوراء بالإصغاء إلى دعوات الدهماء والغوغاء.