|


سعد المهدي
إذا أراد اتحاد الكرة أن يكون
2013-01-08

لا أتذكر أن كأس دورة الخليج قد مرت دون أن تصيبنا بالألم الكروي منذ سنة 1970م تاريخ انطلاقتها، صدمنا بالنتائج وخلفت تداعياتها قرارات تأديبية شملت غالبية اللاعبين وصفت حينها بالقاسية فيما لم تعالج الدورة الثانية الجرح الذي فتح بالرغم من قناعة الجميع بأحقية المنتخب السعودي بكأسها، لكن الدورة الثالثة أعادتنا للمربع الأول برباعية الكويت على النهائي ثم كرت السبحة ولم تختلف دورة عن أخرى إلا بأسماء المدربين والعناصر حيث ظلت أسباب الإخفاقات ومبرراتها تأخذ في كل دورة شكلا مختلفاً لكنه لا يتجاوز محاولة إيجاد مبررات تقنع الشارع الرياضي الذي استقر في وجدانه أن منتخبنا منحوس خليجياً خاصة بعد أن تجاوز الاعتقاد بعدم أهليته الفنية بصعوده للأولمبياد وحصوله على كأس أمم آسيا مرتين متواليتين، كل هذه التراكمات هي من تتحكم في تفسيراتنا لأسباب أي إخفاق خليجي حتى بعد أن حققناها سنة 1994م وفي 2002 و2003م وربما أن تأخر ذلك ساهم في أن تظل هذه الهواجس باقية لا تتبدل خاصة وأن جيلا من الجماهير والإعلاميين تربوا عليها في ظل أنهم حتى يومنا لا زالوا هم من يصدر الرأي خاصة الإعلاميين ويمسكون زمام الأمور التحريرية في وسائل الإعلام، وبالتالي فقد شكل ثنائية مع الجماهير متناغمة بعد أن تمكن الجمهور أيضا من المشاركة في صنع الرأي العام من خلال وسائل التواصل الاجتماعي فأصبح الفريقان يتباريان في أيهما أقدر على كسب الشارع ولو من خلال تصدير الآراء الطائشة التي تزيد من الهوة بين المنتخب وجماهيره وتربك العاملين والقائمين على المنتخب عند إجراء التصحيح المناسب خاصة حين يكون المنتخب يخوض غمار مشاركة محدودة الوقت كما عليه كأس دورة الخليج . حين تقول إن المنتخب ساحة لتصفية الحسابات فإننا نقصد ما يحدث حالياً ويحدث سابقاً، فالمعالجات ترتكز على الاصطفاف والانتهازية والانطلاق من قاعدة الحسابات الخاصة واصطياد فرص إثارة أو تأكيد بعض الآراء والأفكار التي تخدم صاحبها، ومن هنا فلا زلت أتمسك بفكرة ألا يضيع المسؤول وقته في ملاحقة ذلك أو التأثر به بقدر المضي في تنفيذ ما خطط له والثبات على ضرورة إنجاز ذلك والتصحيح المرحلي والمعالجات الطارئة بشجاعة بالاعتماد على الرأي المؤسس بفهم الواقع وترك سياسة الاسترضاء والمسايرة للخروج من المحاصرة ومحاولة الإحراج والتثبيط. إن من الأمور المهمة جداً للقائمين على شأن المنتخبات تحديد إذا ما كان فعلاً الوضع يستلزم إعادة البناء من أي نقطة أو القناعة بأن المسألة تقبل الاستمرار على ما نحن عليه وكل حالة تحتاج إلى خطة عمل إلا أن ما لا يقبل هو البقاء في منطقة وسط تسبب في أن تتقدم خطوة وتعود اثنتين، نحتاج إلى شجاعة في اتخاذ السياسة التي ينتهي القائمون على الأمر تحديدها ومن ثم عمل الإجراءات التي تضمن تنفيذها وهذه الخطط أرى ألا تعول على ما يقال أو يطرح لأن خلاصته التي وصلنا إليها هي أن ما يقال اليوم يتم التناقض معه غداً وما يطرح ليلاً تبدده شمس النهار. لقد قالوا إنهم متفقون على استمرار المنتخب الشاب الذي لعب في مونديال كولومبيا وأنه يمثل الضمانة والأمل ثم عادوا للقول إن المنتخبات تسمح أن يدخلها أي لاعب مهما كان سنه طالما أنه يستطيع أن يفيد، ثم قالوا إن المنتخب يحتاج إلى مدير فني عالمي يستطيع أن يقارع نظراءه في المنتخبات الأخرى وعادوا يتحدثون عن ضرورة أن يكون هناك توافق ذهني وفني بين المدرب والمنتخب وأن العالمي لا يتحقق معه ذلك وأن المدرب الوطني هو الحل والدليل الإنجازات التي حققها مع كل المنتخبات التي شاركنا فيها من أول تأهل وكأس أممي حتى الفوز بكأس الخليج ذاتها وأن إدارة المنتخبات تحتاج إلى خطط وفكر يبدأ بالاهتمام بالفئات السنية ولا ينتهي عند نتائج وقتية ثم عادوا ليسفهوا بالجهد الذي بدأته هذه الإدارة بالرغم من مؤشراته الإيجابية.. إذاً لابد أن يعلم اتحاد الكرة أن لا أحد أقدر منه على فهم ما يجب فعله وأن الثقة التي يحاول البعض هزها كل مرة لن تتوقف إلا إذا أعلن هذا الاتحاد عن نفسه وأفكاره وخططه ومضى في تنفيذها ومن أراد أن يعينه فهو مشكور وهذا واجبه أما غير ذلك فيذهب جفاء.