لا يختلف اثنان على أن مباراة “السعودية والكويت” تتميز عن غيرها برونق خاص عبر التاريخ الذي يحمل الكثير من الذكريات التي تجمع الفريقين الشقيقين في مختلف المناسبات والبطولات، ولعل المنافسة خارج الملعب تتفوق في أهميتها على أداء الفريقين وتؤثر عليه، فقد أسس المغفور لهما بإذن الله فيصل بن فهد وفهد الأحمد إرثاً توارثته الأجيال، فاحتفظت المباراة بأهميتها وخصوصيتها رغم تغير الظروف والأجهزة واللاعبين والمستويات والمنافسات، ولكنه يبقى “كلاسيكو الخليج”. ولأن كرة القدم المجنونة تختار لحظاتها المشوقة بشكل يحير العقول، فتجمع “مانشستريونايتد وريال مدريد” في دور الستة عشر، وكأنها تريد أن تجمع “رونالدو” بجماهيره العاشقة في “أولدترافورد” لأن ذلك يزيد التشويق والإثارة، فهاهي اليوم تجمع السعودية بالكويت في مباراة لا تحتمل أنصاف الحلول، لأنها مباراة إقصائية تعني تأهل أحد المنتخبين ومغادرة الآخر في “كلاسيكو الخليج”. يجب أن نعترف أن الكويت تتفوق غالباً بالإعداد النفسي لهذه المباراة في حين يتفوق منتخبنا حين يستطيع الجهاز الفني والإداري تحصين الفريق ضد العوامل النفسية، ولذلك أكاد أجزم بأن الفوز بالمباراة مرتبط بالتحضير الذي يسبقها وليس بما يحدث على المستطيل الأخضر، وليس المقال ولا الكاتب بأقدر من القائمين على منتخبنا على التنبه لتلك الحقيقة والتعامل معها، بل إن بعض لاعبي الخبرة أقدر من الجميع على تنبيه جيل الشباب وتحصينهم قبيل “كلاسيكو الخليج”. ويبقى الدور الأهم على التعاطي الإعلامي مع المباراة ونتيجتها، حيث حطمت البرامج الحوراية رقماً قياسياً في هذه البطولة، تزايد معها عدد الضيوف من جميع الدول المشاركة في البطولة، مع تباين واضح في الطرح بين الغث والسمين، فأصبح الأمل في العقلاء بأن يضبطوا لغة الحوار ويوجهوا بوصلته لتجمعنا كرة القدم ولا يفرقنا “كلاسيكو الخليج”. تغريدة tweet: سيغادر اليوم أحد المنتخبين الشقيقين وستخسر البطولة بعض رونقها ولكنها طبيعة المنافسات التي لا تحتمل القسمة على أثنين أحياناً، والأهم هو التعامل مع التأهل والخسارة في المعسكرين السعودي والكويتي، فالفوز لا يعني تحقيق الكأس والخسارة ليست نهاية المطاف، وعليه يجب أن يتعامل المعنيون بالأمر بكل هدوء وحكمة مع نتيجة المباراة حتى لا تؤثر سلباً على ما يعقبها من مباريات واستحقاقات، وثقتي كبيرة بصناع القرار .. وعلى منصات الخليج نلتقي.