قد لا تتوقعون الفرحة الكبيرة التي غمرتني عندما حصل المنتخب الإماراتي على كأس الخليج. مصدر فرحي ليس الروابط القوية التي تربط بين الشعبين ولا العدد الكبير من الأصدقاء الإماراتيين الرائعين الذين أكن لهم كل الحب والاحترام، ولكن مصدر سعادتي أن المنتخب الإماراتي شكل نموذجا رائعا للاعتماد على الشبان في بطولة كنا نعتقد أنها لا تتحقق إلا على يد العواجيز. لذلك ذهبنا لتلك البطولة بمعدل أعمار يفوق كل المنتخبات المشاركة وكأننا نريد أن نثبت أن اعتماد كرة القدم الحديثة على السرعة كذبة افتراها حاقد. منذ النتيجة المخيبة للآمال للمنتخب السعودي في كأس أمم آسيا 2011 وأنا أطالب بتجديد كامل للمنتخب ولكن التجديد لم يأت فاستمرت النتائج المحبطة وأصبح منتخبنا يخرج مبكرا من كل بطولة يشارك فيها. قبل أيام اقترح الأمير خالد الفيصل إعادة تشكيل المنتخب السعودية والاعتماد فقط على اللاعبين الشباب بعد أن تغلغل الإحباط لقلوب نجوم الكرة السعودية مع تراكم الإخفاقات. أعرف أننا من الشعوب التي تركز على النماذج أكثر من تركيزها على الفكر. لذلك لا تقل لصديقك افعل كذا ولكن قله افعل مثل فلان. لذلك لن أعود من جديد لأقول أعطوا الشباب الفرصة بل سأقول افعلوا كما فعلت الإمارات في دورة الخليج. الكرة السعودية اليوم تمر بأسوأ مراحلها وتحتاج لتضافرنا جميعا للأخذ بيدها لتعود من جديد للطريق الصحيح بعد أن ضيعته خلال السنوات القليلة الماضية. أتمنى ألا نتعامل مع خروجنا من دورة الخليج كما نفعل دائما ببرود، فعصر تقبل الإخفاق بروح رياضية يجب أن ينتهي. نحن اليوم أمام أزمة حقيقية ويجب أن نتصرف بسرعة لإيجاد حل جذري لتلك الأزمة بدل أن ننتظر بطولة جديدة علها تخرجنا من الإحباط.