|


د. سعود المصيبيح
توحيد جهات التعليم
2013-01-27

في زيارة سابقة لدولة اليابان المتقدمة في التعليم والتقنية والحضارة كان هناك حوار مع وزير التربية الياباني عن الجهات التي يشرف عليها فقال أنه وزير لكل ماله علاقة بالتعليم فهو وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي ووزير الثقافة والشباب بحيث تعمل هذه القطاعات جنبا إلى جنب لإعداد الإنسان دون تضارب أو تعارض .ويروي أحد الزملاء المشاركين في وفد لليابان وذلك قبل دمج الرئاسة العامة لتعليم البنات بوزارة التربية والتعليم بأن اليابانيون في حالة إستغراب من تعدد ممثلي الوفد السعودي حيث كان هناك ممثل لوزارة التربية والتعليم وآخر لوزارة التعليم العالي وثالث لتعليم المرأة ورابع للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني مما يحدث الكثير من الإزدواجية أثناء سير العمل .وقال الوزير الياباني بأن توحيد الجهود في قيادة واحدة سيسهم في التنسيق وعدم التضارب وأن يكون إعداد الفرد في التعليم يسير بشكل متكامل من التعليم العام إلى التعليم العالي وبطبيعة الحال تعليم المرأة .أما التعليم الفني والتدريب المهني فقد حرصنا في اليابان إلى عدم تصنيفه وإبعاده عن التعليم العام والتعليم العالي إذ الحاجة ماسة أن يكون الطالب ملما عند تخرجه من الثانوية العامة بأساسيات العمل اليدوي وأن يراه أمرا اعتياديا وهو أكثر مايطلبه المجتمع ولهذا في كل مدرسة ابتدائية أو متوسطة أو ثانوية تكون هناك ورش في مختلف المهن يتم فيها صقل مهارات الطلبة واكتشاف من لديه ميول للعمل التقني والمهني وتعزيز ذلك فيه وإعداده للمستقبل ولهذا فإن التعليم الفني والتدريب المهني هو مندمج مع التعليم العام وغير مفصول عنه وبالتالي لا تصنيف أو نظرة دونية للمهن . وبعدها يقول هذا الزميل بأن نقاشا طويلا قد تم بين أعضاء الوفد السعودي وكانت الأكثرية ترى صحة التوجه الياباني إذ أن الواقع الحالي يتطلب توحيد الجهات المعنية بإعداد الإنسان عبر التعليم بحيث تكون وجهة واحدة وهذا سيسهم في تحسن المخرجات وتوحيد الخطط التربوية ومنع التعارض الحاصل الآن والذي له تأثيرة على المخرجات إذ أن وزارة التربية تلقي باللوم على وزارة التعليم العالي بضعف مخرجات الكليات التي تعد المعلم فيأتي المعلم ذو مستوى ضعيف وبالتالي نتيجة ضعيفة للطلبة الذين يتخرجون بينما التعليم العالي يرى أن مخرجات التعليم العام هي سبب ضعف المعلم ولعل اللجنة العليا المختصة بالهيكل الإداري لوزارات الدولة تنظر في هذا التوجه الياباني المعمول به أيضا في معظم الدول المتقدمة في التعليم .