تباينت الأطروحات والتحليلات والدراسات حول ظاهرة الإرهاب وأهدافه وأسبابه، والسبل التي اتخذتها المملكة ‏العربية السعودية لمحاربته، ومدى النجاح الذي تحقق، والواقع الذي نعيشه.، ثم تصورات لمستقبل الإرهاب في ‏هذا الوطن.‏ وكان من هذه الدراسات القيمة كتاب (مكافحة الإرهاب - دور المملكة العربية السعودية في الحرب على ‏الإرهاب) تأليف معالي السفير علي سعيد عواض عسيري، الصادر من الدار العربية للعلوم2010م. حيث تحدث عن ‏الإرهاب بشكل مفصل.‏ ويقول السفير عسيري: إن من أسباب استهداف العقول الضالة واستغلالهم في عملية الإرهاب قلة التعليم لديهم ‏وبخاصة في الدول النامية، وكذلك الفقر وزيادة البطالة وانتشارها، فهي تغرس اليأس والإحباط في نفوس ‏الشباب. وأوضح السفير عسيري مفهوم الجهاد الحقيقي أنه مجاهدة النفس ومقاومة الإغراءات البشرية ‏واستئصال العيوب والنواقص. حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم- حين عاد من إحدى المعارك: «رجعنا من ‏الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر»، في إشارة إلى أهمية الجهاد الداخلي المستمر في أنفسنا. وقال مؤلف كتاب ‏مكافحة الإرهاب: إن الأسباب العميقة للإرهاب هي مشكلة التعميمات بما يتعلق بالظروف المؤدية إلى ظهور ‏الإرهاب، مثل جعل الفقر من العوامل البارزة بالرغم من أن معظم بلدان أفريقيا يطعنها الفقر ولايوجد بها ‏إرهاب، مثل ما يحدث في دول العالم الغربي والدول الغنية.‏ وذكر أن من الأسباب أيضاً الكراهية التي في أنفس الإرهابيين وجهلهم وتحيزهم مما يدفعهم إلى شن هجمات ‏على المدنيين والأبرياء.‏ وكذلك شكاوى المسلمين وظلمهم على أيدي الغرب منذ بداية المد الاستعماري حتى مواجهة المسلمين المهاجرين ‏إلى أوروبا وأمريكا من عنف وعنصرية.‏ وبشكل عام أعتقد أن الكتاب شامل ودقيق في وصف الإرهاب وأسبابه وأغراضه وأهدافه وكذلك أشكاله العديدة. ‏ وكان المؤلف يعبر عن رأيه الشخصي بالرغم من أنه أتى بآراء عدة من شخصيات عالمية ومن مفكرين ‏مشهورين اشتركوا تقريباً في وصف الإرهاب على أنه نوع من أنواع العنف والتهديد لإحداث تأثير نفسي .. أخيراً الكتاب مرجع علمي مهم ينبغي أن يكون بين أيدي طلاب المرحلة الثانوية والجامعية.