ما زال ابني ابراهيم صاحب العشرين عاماً يذكر اسمه كلما ضل المهاجمون طريق المرمى.. ما زال إبراهيم يتساءل عنه (مشتاقاً) لأيامه الجميلة.. إنه (جابر) عثرات المهاجمين وخواطر السعوديين.. الهلاليين وغير الهلاليين.. صاحب الحلول المتعددة.. ملك المرتدات، وأستاذ (البينيات).. البارع في التصويبات والرأسيات.. إذا انطلق من اليسار.. حلت الأخطار.. وقاسى الدفاع أشد العناء.. فإما (هدف) وإما (ضربة جزاء). إنه (سامي الجابر).. أفضل رياضي في تاريخ الكرة السعودية بل وربما العربية.. تثبت ذلك الإنجازات بقائمة عريضة من البطولات مع فريقه الهلال، وبمشوار طويل مع المنتخب زينه بأربع مشاركات في كأس العالم، لم يغب فيها عن ممارسة هوايته المفضلة تسجيل الأهداف.. حتى في آخر مشاركة، ورغم دخوله في الدقائق الأخيرة كان الجابر يسجل بكل اقتدار في مرمى المنتخب التونسي هدفاً أسعد الجميع.. من يلومك يا إبراهيم إن رحت تبحث عنه.. إنه لاعب فريد.. لا يشبهه أحد.. ثم إن الحقيقة ـ يا إبراهيم ـ تقول: ليس كل لاعب ناجح يصبح إدارياً ناجحاً.. ولكن في حالة (سامي الجابر) كانت مقومات نجاحه كمدير للفريق الهلالي واضحة لاعتبارات كثيرة أهمها أنه يتمتع بشخصية منضبطة كلاعب وهي صفة أساسية لا يستغني عنها أي عمل إشرافي.. إضافة إلى ذلك الشغف الكبير في التعلم والذي بدا واضحاً ليس فقط في قدرته على التحدث بثلاث لغات غير العربية، بل بذلك الوعي الذي يظهره في مجالات عدة خارج نطاق كرة القدم. من يستمع إلى الجابر ـ يا إبراهيم ـ يدرك أنه أمام شخصية ذكية مثقفة تؤمن بالتطور وتكره الجمود، وتلكم هي مقومات الرجل الناجح، وقد رأينا نتاجها في مهمته التي كللها ببطولتين منذ بداية مشواره في الإدارة الهلالية.. وكذلك رؤيته الفنية خلال فترة إشرافه القصيرة على الفريق الهلالي الأول قبل ذهابه إلى لندن وحصوله على شهادة معتبرة في التدريب العام الماضي، ثم انتقاله إلى فرنسا لتوقيع عقد رسمي كمدرب مع نادي أوكسير الفرنسي الذي يهتم بصناعة النجوم والمدربين. حيث يعمل هناك ضمن الطاقم التقني للمدرب الشهير (جان غي واليم) كمساعد رياضي يتولى تدريب مهاجمي المجموعة الاحترافية.. مستفيداً من رؤية المدرب في تطوير اللاعبين المهاجمين.. وهو عمل تقني علمي يدرك (الجابر) أنه الطريق الصحيح لتعلم مهنة (التدريب) ضمن ناد أوروبي له سمعته العلمية في المجال الرياضي. وها هو الجابر بثقافته وطموحه وواقعيته يعبر عن رؤيته وتوقعه لهذه التجربة الجديدة في مشواره الرياضي الحافل بالإنجازات والعمل الجدي.. يقول: (أنا سعيد بمرافقة (جان غي واليم) وهناك توفق بيننا كذلك لي علاقة جيدة بمساعده (كمال جبور).. وفي اعتقادي أنني سأقدم أفضل ما لدي .. أعرف أن أوكسير اليوم يشهد بعض التراجع بسبب نزوله للدرجة الثانية لكنه دوماً يحتفظ بسجل رياضي مشرف وبفرقه للشباب تحصل باستمرار على نتائج جيدة). هذا هو (سامي الجابر) شخصية رياضية متميزة لا بد أن تستثمر، لأنها ـ بكل أمانة ـ الشخصية التي تحتاجها كرة القدم السعودية في خطواتها الطموحة للتطور. سامي الجابر ـ يا سادة ـ سفير (فوق العادة).. والأدلة كثيرة لن يكون آخرها اختيار قناة الجزيرة له ليكون ضيف أول حلقة في (جزيرة النجوم) ذلك البرنامج الذي يمتد لساعتين.. كان الجابر خلالهما يستعيد تاريخه الجميل ويمتعنا.. من يلومك يا إبراهيم حين تبحث عن الجابر.. كلنا نبحث عنه لأنه باتفاق الكثيرين المدرب المنتظر للكرة السعودية في المرحلة القادمة، وربما رئيس اتحادها في المستقبل.. فهل يكون (جابر) عثراتها وانكساراتها؟.