في اليوم الأخير لفترة الانتقالات الشتوية وقّع "ديفد بيكام" في الثامنة والثلاثين من عمره عقداً لمدة خمسة أشهر مع "باريس سان جيرمان"، ولن يحصل خلال هذه المدة على يورو واحد حيث تم الاتفاق على تحويل كامل مستحقاته المالية من النادي إلى جمعيات خيرية للأطفال في باريس. يمثل "بيكام" حالة نادرة في كرة القدم، حيث لا يملك سوى مهارة دقة التمرير ولكنه صنع من اسمه علامة تجارية عالية الجودة تسعى الكثير من المنتجات إلى الارتباط بها فأصبح أحد أغنى أغنياء نجوم كرة القدم، وتنقل بين مانشستريونايتد وريال مدريد وميلان وجالاكسي وأخيراً باريس سان جيرمان، وكان مرحباً فيه بشدة في تلك الأندية الكبيرة وجماهيرها الغفيرة. يبدع "بيكام" خارج المستطيل الأخضر من خلال أنشطة اجتماعية كثيرة يعيد من خلالها بعض ما حققه خلال مسيرته الرياضية، فلديه أكاديمية رياضية في لندن ومشاريع خيرية كثيرة تحمل اسمه وزوجته التي يشاركها في القرار فيختار المدينة المريحة لها ولأولادهما، وربما كان القاسم المشترك بين ميلان ولوس أنجلوس وباريس هو أنها مراكز للموضة المحببة للمتخصصة "فكتوريا". يعتبر "بيكام" قدوة للصغار والكبار على حد سواء، فهو مثال النجم المحترف والأب النموذجي والشخصية الاجتماعية والسفير الوطني، وقد شارك في أغلب الملفات الرياضية التي تسعى من خلالها الدولة لاستضافة المحافل العالمية مثل الأولمبياد وكأس العالم وغيرهما، وسيبقى نجماً خالداً في ذاكرة التاريخ بشكل إيجابي يفوق كثيراً موهبته أو تأثيره داخل الملعب، ولذلك أتمنى من نجوم الكرة الخليجية قراءة سيرة هذا النجم القدوة ليتعلموا منه كيفية بناء صورة إيجابية عنهم داخل الملعب وخارجه تنعكس بشكل إيجابي على سمعتهم فتتحول أسماؤهم إلى علامات تجارية تتهافت عليها الشركات والرعاة والجمعيات الخيرية. تغريدة tweet: سيبدأ منتخبنا الوطني رحلته الشاقة تجاه كأس آسيا 2015 التي ستقام في أستراليا، وأخشى ما يخشاه المجتمع الرياضي أن يخفق الأخضر في التأهل لذلك المحفل القاري الهام، حيث نلعب في مجموعة العراق والصين وأندونيسيا، ولن يكون خطف إحدى البطاقتين سهلاً، ولذلك أرجو أن نتعاون جميعاً لوضع منتخبنا على طريق العودة، وأعني بالجميع: الاتحاد والرابطة والأندية والإعلام والجماهير، وكل من له علاقة أو تأثير على منتخب الوطن .. وعلى منصات الوطنية نلتقي،