لا يمكن أن ننسى هدفي شايع النفيسة وماجد عبدالله في الشباك الصينية في عام 84 واللذين منحا المنتخب السعودي أول بطولة آسيوية في تاريخه. كانت تلك المباراة بداية لإنجازات متتالية جعلت السعودية تسيطر على آسيا لأكثر من قرنين. اليوم نواجه المنتخب الصيني أملاً في أن تساهم هذه المباراة في رسم الخطوط العريضة لمستقبل المنتخب السعودي. ما نحتاجه في هذه المباراة هو العودة للواقعية وتقييم المنتخب السعودي تقييماً حقيقيا بعيدا عن ذكريات 84 و 88 و96. أعرف أننا لا نستطيع التخلص من تلك الذكريات الجميلة وأعرف أنني لم أستطع إلا أن أذكرها في بداية مقالي كما يفعل كل الشياب. فالشياب لا يملكون إلا قصص الماضي الجميل. نحن بحاجة لتذكر ترتيبنا العالمي لنعود لأرض الواقع. فنحن نقبع في المرتبة 118 على العالم بينما الصين تحتل المرتبة 86. فالفارق كما ترون كبير ولا يمكن إغفاله. لذلك فإن إعطاء المنتخب الصيني حقه والاستعداد له الاستعداد الذي يليق به هو مفتاح الفوز أو على الأقل التعادل. فالأهم في هذه المباراة ألا نخسر كما قال الأستاذ خلف ملفي. لاعبو المنتخب السعودي أيضا بحاجة للعودة للواقعية وتوقع أن يسجل المنتخب الصيني أولاً. واحدة من أكبر مشاكل المنتخب السعودي في السنوات القليلة الماضية إنه بمجرد أن يسجل في مرماه هدف ينهار ولا يستطيع الرجوع للمباراة حتى لو كان الهدف في بداية المباراة. لذلك يجب أن يتحدث الكابتن زكي الصالح ـ مدير المنتخب ـ مع اللاعبين في هذا الموضوع. يجب أن يهيئهم لتقبل فكرة أن يًسجل في مرماهم أولاً حتى لا نتفاجأ بوجوه صفراء مخطوفة مرتبكة لا تعرف كيف تتصرف بمجرد التأخر بهدف. دعواتنا للمنتخب السعودي بالتوفيق في مباراة الليلة وتقديم مباراة قتالية تعيد الثقة ولو قليلا في هذا المنتخب الذي عانى كثيرا. أتمنى أن تكون الصين هذه المرة أيضا بداية لانطلاقة مميزة للكرة السعودية كما كانت قبل ثلاثين سنة، آسف لا أستطيع إلا أن أسترجع التاريخ إلى أن يطلع علينا فجر جديد يجعلنا نتوقف عن الهروب للماضي.