|


د. سعود المصيبيح
الأمير مقرن والابتسامة
2013-02-10

جاء تعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز نائبا ثانيا لمجلس الوزراء ليشكل سعادة وقبول في المجتمع السعودي وضمان بإذن الله لاستمرار هذه الدولة الفتية خادمة للدين والعقيدة والسنة ورافعة لواء الإسلام .ويشكل الأمير مقرن في مجموعه شخصية مميزة متوج بالخبرة والدراية والتعليم فهو طيار وإداري محنك وله إنجازات وبصمات في المسؤوليات الجسيمة التي تقلدها .وهو شخصية متفائلة محبوبة خالية من عقدة النقص والتضخم والنظر للآخرين بدونية .رغبته هي العمل والإنجاز وخدمة المواطن والوطن ولم يعرف عنه إلا النزاهة وحب العمل بعيدا عن مكاسب الدنيا وأطماعها .ولهذا فهو امتداد للمدرسة السعودية الحريصة على العمل وشرف الخدمة الوطنية . ومن يتابع شهود الله في أرضه وهم المواطنون من كتاب وأكاديميين وشخصيات عامة كتبوا عن الأمير مقرن أجمعوا من واقع تجارب ملموسة من خلال عمله في حائل والمدينة المنورة أنه المسئول الذي يعمل بكل إخلاص وتجرد لخدمة دينه ثم مليكه ووطنه .والأمير مقرن يتمثل حديث المصطفى صلوات الله عليه وسلامه في سلوكه (تبسمك في وجه أخيك صدقة )فما شاهدناه إلا هاشا باشا مبتسما متواضعا محبوبا من الناس يعطيهم من حرارة الاستقبال دون تكلف أو تمثيل . كما يتمثل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا ،ألا أدلكم على أمر إذا فعلتوه تحاببتم .افشوا السلام بينكم ).والتواضع صفة النبلاء والواثقين من أنفسهم والمتجاوزين لعقد التكبر والغرور والغطرسة ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم من تواضع لله رفعه وهذا هو الله عز وجل يرفع شأن الامير مقرن بتواضعه ونبله .وقد قيل البر شيء هين وجه طلق وقول لين .ويقول الشاعر تواضع تكن كالنجم لاح لناظر على صفحات الماء وهو رفيع ولا تك كالدخان يعلو بنفسه إلى طبقات الجو وهو وضيع . وعندما وصلت للدراسة في أمريكا في منتصف الثمانينات الميلادية لاحظت أن الابتسامة تسود هناك وكان أكثر المبتسمين الرئيس الأمريكي رونالد ريجان الذي حكم لفترتين وكان من الممكن أن يحكم أكثر ونفس الأمر بالنسبة لكلينتون وهاهو أوباما يمثل التواضع والابتسامة رغم أنه رئيس اعظم دولة في العالم وينقل الإعلام أوباما وهو يصافح الجميع ويدخل المطاعم الشعبية وغيرها .ولهذا فإن العالم يتغير وكل مسؤول ومواطن مطالب بالابتسامة والتواضع وليس مانراه الآن إذ السائد للأسف عدم رد السلام والاستغراب من الابتسامة وفي ديننا وفي القرآن الكريم والسنة المطهرة الكثير من الشواهد التي تحث على التواضع وحسن الخلق والابتسامة .ولعل أميرنا المحبوب يسعى لنشر ذلك في المجتمع لتطوير ثقافة الخدمة المدنية والعسكرية والعمل بمبادرة وحماس وليس بالبطء والروتين الذي نعيشه الآن والذي له تأثيره على الأداء في المؤسسات الحكومية والخاصة .