لا أحد يعود حتى لما قاله هو في وقت سابق ليس السبب أنه رأى فيما بعد عدم وجاهته أو لأنه سئم من المطالبات وكثرة طرح الآراء والاقتراحات إنما مع الأسف لأنه قال ما قاله لأسباب خاصة حققت أغراضها حينها أو بعد .. لذلك ظلت كل هذا الوقت من انتظار البعض الآخر من المتلقين لهذا الجهبذ بأنه سيناضل حتى تتحقق ولم يفعل. أفكار كثيرة تتعلق بتعديلات على نظام عمل لوائح وقوانين مسابقات برامج إعداد وتطوير تغيير في آلية عمل أو في مؤسسات وأشخاص، في كل ذلك كنا نقرأ ونستمع إلى ما يشبه الانتفاضة التي يمكن لها أن تغير وجه العمل أو سمة وشكل تعاطي الإعلام مع الشأن الرياضي لكن كل ما استقبلناه من هؤلاء الذين أشبعونا كلاماً ونثراً كان يتبخر في هواء النسيان أو يتم تبخيره بشكل متعمد. المساحات الزمنية الواسعة التي تمنحها القنوات الفضائية المتعددة المدفوعة الأجر كانت أكثر إغراء لتواصل الكلام دون انقطاع في كل ما يعتبر وصايا يجب القيام بها وتحذيرات لابد من إتباعها لكننا لم نر أن أحداً اهتم بهذه الوصايا ولم نجد من تجنب التحذيرات والحال كما هو عليه قبل وربما يظل بعد. هل الخلل في هذه الوصايا والمد الكلامي الذي لا ينقطع أم فيمن يتصدى لها أم في من يوجه لهم ذلك إذ لابد لعملية التغيير من تجاوب الطرفين بنسب معينة تضمن تحقق أن يتوافق المستقبل والمرسل من خلال أرضية مشتركة وزمن واحد تجعل من الممكن تحقق ولو بعض الأمر وليس مثل ما نحن عليه من قطيعة كاملة بين من يقول ومن يسمع. يكفي حضور ندوة تلفزيونية واحدة لتسمع ما يمكن أن يغني عن الاطلاع على تقارير ودراسات وورش عمل لكل القضايا الرياضية، وذلك يتكرر في كل قناة ومع كل برامجها وفي كل الحلقات تقريباً ولو أردنا جميعنا أن نستحضر ما تم الحديث والنقاش حوله من احتراف ناقص واستثمار فاشل ولوائح وقوانين معطلة وحياد مفقود وعدالة غائبة وإلى ما لا نهاية لما عجزنا عن ملء الدفاتر مما قيل وكتب حولها دون جدوى. لكن هل كل ما قيل صحيح أو يرتقي في بعض طرحه لجعله محور نقاش تلفزيوني أو تسود به الصفحات، وهل من تصدى لمثل هذه الموضوعات انطلق من فهم كامل ومعرفة تامة بالواقعة أو بما تضمن هذا النظام أو تفسير هذه اللائحة أو قارب وتثبت وعمل على علم بما وراء ما حدث أو استقرأ ما كان سيحدث دون فصل أي أمر عن الواقع الاجتماعي والسياسي وثوابت وعادات وتقاليد المجتمع لأن ذلك دون استثناء داخل في تشكيل الفهم وتحديد طريقة تعامل الناس ولا يمكن فصل الواقع أو الحالة الرياضية عن السياق العام للأحداث. أسهل شيء أن ننادي بتطبيق القانون والتعامل باللوائح والأنظمة لكن الصعب للغاية كيف يمكن ذلك ومن المسؤول عن عدم تحققه، هل هو سوء الأنظمة والقانونيين واللوائح أم من ينفذها أم من يحميها أم كل هؤلاء؟ وما دور من تطبق عليهم هذه اللوائح والقانونين والأنظمة .. وما دور من وراء هؤلاء من منتفعين ومريدين وتابعين.. يا ترى هل يقع اللوم على (الورق) أم من يدعي أنه على استعداد للخضوع لسلطة الورق وهو يكذب ويتحايل وكيف لهؤلاء الذين قصدناهم في بداية حديثنا أن يعيدوا ويزيدوا في مسألة واضحة لا تحتاج فقط إلا لصمتهم وتنفيذ المعنيين بهذه اللوائح والأنظمة له، وقبل ذلك الم يستغلونا في الترويج لبطولات وهمية لهم.. هل يحتاج الأمر لأكثر من ذلك؟.