|




د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
منتخب دوري (ركاء) عين على الإبداع
2013-02-20

كرة القدم لم تكن يوماً في مفهومها الشامل مصدرا للتوتر والتعصب بين الأفراد أو الجماعات والشعوب، بل إنها هدف وطني في خدمة التنمية المستدامة والوقاية من الانحرافات الصحية والنفسية والاجتماعية ومواجهة الإدمان والتطرف والإرهاب، والشيء الجميل أن المجتمع السعودي يدعو إلى التأكيد على أهمية ممارسة الرياضة كحق من حقوقه ولذلك بدأ يتفاعل الاتحاد السعودي لكرة القدم المشكل حديثاً للبحث عن أبرز الاتجاهات والطرق في إعداد اللاعبين والمدربين من خلال رغبته تشكيل منتخب من دوري الدرجة الأولى (ركاء) وتكليف الكابتن نايف العنزي وصالح المطلق عضو اللجنة الفنية للمنتخبات للإشراف عليه ويدرك كل ممارس للعبة كرة القدم أن عملية إعداد المدرب الكفء أصبحت من القضايا التي تلقى اهتماما متزايدا في الأوساط الرياضية، حيث تحاط بقدر كبير من الاهتمام الذي يعزى بالدرجة الأولى إلى أهمية الدور الذي يقوم به المدرب الوطني في تطوير اللعبة، لا نريد أسلوب التعيينات التي تتم بطريقة الأوامر والتكليفات التي جرى العرف على تسميتها بالطريقة التقليدية، بل إن أغلب التكليفات للمدربين الوطنيين إلا ما ندر يطلق عليها مدرب الفزعة، حيث إن أي تطور إيجابي تصل إليه كرة القدم لابد أن يرافقه تطوير للمدرب، لأن تميز الفريق من عدمه ينسب في النهاية إليه باعتباره من أبرز المدخلات التي بدونها لا يمكن التحدث عن نجاح رياضي، فمهما يسر لأي فريق من ملاعب وأدوات وتجهيزات ووسائل متنوعة فإن كل هذا يصبح عديم الجدوى بدون مدرب كفء، الذي يستطيع بمهارته وفكره وكفاياته استغلال كل هذه الوسائل في خدمة عملية التدريب وتطويرها، حيث إن معيار كفاءة المدرب هو موقعه في الملعب وليس مجرد استيعابه لنظريات وأفكار ومبادئ وقوانين اللعبة وفي مجال إعداد المدرب لا يوجد أخطر وأهم من خبرة التدريب الميداني في تكوين اللاعبين من الناحية المهارية والنفسية والعلمية وتمكنه من المهارات الأساسية للتدريب لذلك نجد أن التدريب الميداني يعد جزءا أساسيا من برامج إعداد المدرب والتدريب الميداني للمنتخب المكون من دوري ركاء بالنسبة للكابتن نايف وصالح هو المحك الذي يمكن أن تختبر به مدى نجاح ذلك المدرب لكي يكون قادرا على الممارسة العملية فهي البوتقة التي تنصهر فيها كافة المعارف النظرية والعملية من واقع مهنة التدريب، بل تعد عماد اكتساب الخبرات المهنية الحقيقية وعصب الإعداد الرياضي. ولذلك فإن تشكيل المنتخب وتكليفهما بالفريق شيء يدعو للسعادة وهو على كل حال له منافع كثيرة لعل من أهمها أنه سيعالج كثيرا من القصور الذي يعاني منه اتحاد الكرة بإعلانه أن عام 2005م سيكون موعدا نهائيا للاعتماد على المدرب الوطني ولم يحدث بعد، فضلاً عن أن تشكيل منتخب من دوري الدرجة الأولى (ركاء) يعد محاولة منهجية وفكرة إستراتيجية من اتحاد الكرة لأنها تجمع في طياتها جوانب تطبيقية مهمة.. أولها: إعداد منتخب قوي من اللاعبين الوطنيين يتلاءم مع الهم الذي يحمله اتحاد الكرة لتطوير اللعبة واللاعبين، وجانب تطبيقي وعملي بوجود منتخب آخر من اللاعبين المشاركين في دوري الدرجة الأولى (دوري ركاء) ليتم اكتشاف لاعبين مميزين ونسيج كامل من إعداد المنتخب الأول الذي يحتاج إلى تركيز لأجل العودة من جديد، وهذا التركيز لا يحتاج إرهاق اللاعبين بالمشاركة في كل البطولات العربية والآسيوية والدولية والإسلامية مع مراعاة اختيار أفضل عناصر دوري ركاء في آخر هذا الدوري وتجهيزهم للبطولات كالخليج المقبلة والإسلامية وأي بطولة درجة ثانية بعد هذا كله سيكون اللاعبون تحت نظر مدرب المنتخب الأول، وقد يستفيد من اللاعبين البارزين عند الاحتياج لأي لاعب في أي مركز للمشاركة مع المنتخب الأول، وكذلك ستكون الفرصة مواتية لإقامة لقاءات تنافسية مع المنتخب الأول في أي وقت بدلاً من استقطاب فرق كثيرة من الخارج، وهذه خطوة متميزة مباركة سيظهر أثرها في قادم الأيام على منتخبنا الوطني ومدربينا الوطنيين... والله الموفق،،