لا يجتمع الهلال والنصر والكأس في جملة إلا وتكون الإثارة رابعتهم. ولكنهم هذه المرة لا يجتمعون على الورق بل على أرض ملعب الملك فهد بالرياض وبعد فراق "طوووويل". فالهلال والنصر لم يلتقيا في بطولة محلية كبيرة منذ الفوز التاريخي للنصر على الهلال في نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين عام 1995. نحن على موعد مع مباراة تاريخية بمعنى الكلمة. فالنصر إذا فاز سيحقق ما عجزت عنه أجيال النصر الذهبية لأكثر من 38 سنة. النصر إذا فاز سيعود من الباب الكبير لاعتلاء قمة الكرة السعودية التي اشتاقت كثيرا لوجه فارسها. النصر إذا فاز قد يعود من جديد منافسا شرسا على البطولات المحلية. فالبطولة تجلب البطولات. أما فوز الهلال فسيكون هذه المرة مختلفا لأن نكهته مختلفة. فالفوز على النصر بطولة وإضافة كأس لها سيجعل الهلاليين في حالة نشوة لا مثيل لها. إذا فاز الهلال فسيحقق إنجازا غير مسبوق بفوزه بهذه الكأس ست مرات متتالية وسيحلق وحيدا بـ 12 لقبا معتليا عرش بطولته المفضلة. ما يجعل الفريقين أكثر إصرارا على الفوز بالكأس هو تشريف سمو سيدي ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز لهذه المباراة، فالهلال والنصر لن يحصلا على مكافأة أكبر من حضور الأمير سلمان. فالفوز بديربي الرياض التاريخي سيكون أجمل عندما تكون مكافأته تسلم الكأس من يد أمير الرياض التاريخي. لن تكون مباراة سهلة وستلعب الأعصاب لعبتها في هذه المباراة. فالهلال يتفوق نفسياً على النصر بحكم خبرته وتمرسه في هذه البطولة وهو ما سيعطيه الثقة في الفوز بالكأس الغالية خصوصا أن عددا كبيرا من لاعبيه ذاقوا طعم البطولة أكثر من مرة. أما النصر فيتفوق فنياً على الهلال. فالنصر أكثر تنظيماً وسرعة وتماسكا من الهلال. ولكن الكأس تنظر للأمور بعين مختلفة لا تعترف كثيرا بمعطيات ومنطق التحليل الفني، لذلك لن أتوقع نتيجة المباراة وسأكتفي بالاستمتاع بمباراة انتظرناها أكثر من 17 عاما.