|


سعد المهدي
فيديو حسني... الجاني المجني عليه..؟
2013-02-25

بحسب مقطع الفيديو الذي اطلعت عليه فإن لاعب النصر حسني عبدربه اعتدي عليه حتى وهو يتجاوب مع الاستفزاز، وليس صحيحاً أنه لم يسمع ما يجعله يغضب، بل على العكس فقد قدم عدد من الجماهير مجهولي الهوية فاصلاً من الاستفزاز لعدد من لاعبي النصر من بينهم عبدربه، من خلال عبارات وصفية غير لائقة، أو مسيئة وهم في طريقهم لترك المنصة بعد تسلمهم ميدالياتهم من راعي الحفل، وكان يجب على جهات التنظيم حماية اللاعبين جميعهم وطاقم التحكيم من خلال ممر معزول برجال أمن حتى ضمان وصولهم مرة أخرى إلى أرضية الملعب. هذا المقطع من الفيديو هو الأسوأ في كل ما تم عرضه من لقطات مباشرة أو منقولة عبر الهواتف الذكية لمواقع اليوتيوب ومنها إلى أجهزة الوتس آب وغيره، حيث كان كلّ ما في هذا المهرجان الكروي مثاليّاً إلى أقصى حدٍّ مع العلم أنه من الطبيعي لو حدثت بعض المشكلات هنا أو هناك نظراً للظروف المختلفة التي يمكن أن تصاحب مثل هذه التجمعات الجماهيرية الكبيرة وفي مناسبة كروية تنافسية طاغية الحساسية. أبحاث صناعية نقلت عنها الصحيفة البريطانية فيناتشل تايمز تؤكد أن عدداً قياسياً من البرامج التلفزيونية تتم مشاهدتها في غير موعدها، وأن ذلك يعني ارتفاع ملكية الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والرقمية، وأن ذلك سيتطلب معلنين من أجل تغيير المسار، طبعاً هذه معارك أخرى تخوضها وسائل ومنصات إعلامية، علاقتها بموضوعنا أن هذه الوسائط ساهمت في أن تجعل للصورة أكثر من وجه، بعد أن يتم التقاطها من أكثر من زاوية، ويتم تمريرها من أكثر من مصدر. كان يمكن إخفاء ما حدث عند سلم منصة ملعب الملك فهد أو الاكتفاء بحركة وفعل من جهة واحدة أو تقديم المادة التلفزيونية بعد إجراء المونتاج المناسب لها، لكن لأن هذه اللقطات التي ترصد أحداث وحوادث معينة يتم تناولها بكاميرات الهواتف من أكثر من جهة، ولأكثر من غرض، وبأكثر من طريقة، فلابد أن يتم في نهاية المطاف اكتمال الصورة، وهذا أمر جيد للباحثين عن الحقيقة، لكنه مزعج ومكلف لمن يريدون تزويرها أو التكسب من خلال تحويرها على نحوٍّ مختلف عن واقعها. الفايننشل تايمز والتي تنشر عنها بالعربية الشقيقة الاقتصادية، أكدت أن البالغين في المملكة المتحدة يشاهدون 90 دقيقة شهرياً مما يبثه التلفزيون عبر أجهزة مثل الكمبيوتر وأجهزة الحاسوب اللوحي، وأن الهيئة التسويقية لدعاية التلفزيون ذكرت أن 10 % من البرامج التلفزيونية تتم مشاهدتها على أساس الوقت المتغير، ذلك يعني أن الصورة لا محالة ستصل متى كان هناك ما يستلزم معرفة ما تم بثه من لقطات في أيّ برنامج لم يتم مشاهدته في حينه، ثم إن وجود البث التلفزيوني عبر تطبيقات الهواتف الذكية وأجهزة الآيباد وغيرها يسمح لك بمشاهدة البرامج وما يتم عرضها في أيّ مكان تذهب إليه دون ضرورة المشاهدة التقليدية، ذلك أيضاً يعطي رسالة هامة أنه لم يعد بالإمكان تمرير بعض اللقطات أو العبارات من خلال برامج معينة، دون أن تتم إعادة فحصها والتدقيق فيها واستخدامها كأدلة إدانة إذا لزم الأمر، وإنه لا يمكن أيضاً الادعاء عليها زوراً أو محاولة النقل عنها والاستشهاد بما لم يتم في واقع الأمر. لست مع ملاحقة خصوصية الناس بما فيهم المشاهير بكاميرات التصوير التلفزيوني ولا مع استخدام موادها بطريقة انتهازية، ولكن مع أن يأخذ الجميع مثل هذا التحوّل في الرصد والمتابعة والتوثيق في الحسبان ليكون رادعاً يحول دون ارتكاب الأخطاء أو الحماقات أو الخروج عن النظام والنص على الأقل لأنه سيتم الكشف عنها فيما بعد.