|


د. سعود المصيبيح
ابني ثامر والسرطان
2013-03-07

كان خبراً سعيدا للأسرة عندما علمت بأن الأم تنتظر جنيناً قادماً في الطريق وكان ذلك يمثل فرحاً جميلا للأسرة لأن البنون زينة الحياة الدنيا. وبعد أشهر الحمل جاءت البشرى بولادة ثامر طفلا جميلا كان مصدر فرح وسعادة للأسرة الصغيرة .كبر ثامر وبدأت ملامح الطفولة تظهر عليه وتخطى مراحل الحبو والمشي ثم جماليات بداية الكلام ودخول مرحلة الحركة وخفة ظل الطفولة وبراءتها الطاهرة.كبر ثامر وأصبح جاهزا لدخول المدرسة وكان يوما سعيدا لطفل طموح محبوب يشع صفاء ونقاء ولطف .خرج بثوبه الأبيض النقي مثل بياض قلبه وطهارة روحه إلى المدرسة وكان حباً متبادلا بينه وبين مدرسته وزملائه الصغار ومعلميه. أحب الجميع ثامر وأحبت أسرته طموحه وعاطفته الجميلة . فجأة شعر ثامر بضعف صحي وورم في ساقه شخصه الطب على أنه ورم سرطاني .ومع ذلك ظل ثامر قوياً متماسكا متفائلا مبتسما صبورا يعطي المثل في الإرادة والقوة والتحدي. هذه المقدمة هي مقدمة رمزية تخص الناشئ البطل ثامر ناصر السهلي الذي كرمته صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز عبر جائزتها العلمية والإنسانية بمنحه الجائزة في فرع الإرادة والتحدي طفل أو طفلة مصاب بالسرطان وقدرها خمسون ألف ريال ووثيقة منح الجائزة. وهذا البطل ثامر يبلغ من العمر الآن أربعة عشر عاما من محافظة حفر العتش وقد أصيب بورم في الساق ورغم رفض والده إجراء عملية البتر إلا أن ثامر قام بإقناع أبيه وتم بتر ساقه .وهو حاليا ملتزم بمواعيد العلاج ويأتي من المحافظة في الوقت المناسب وتم ترشيحه من قبل مركز الملك فهد الوطني للأورام التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي. كما أنه مستمر في تعليمه حتى بعد بتر ساقه ويستخدم طرفاً صناعيا، وتعاون مع المستشفى في إقناع طفل آخر لإجراء عملية البتر لذا يمكن أن يكون ثامر مثالاً للإرادة والتحدي في تحدي مرض السرطان. وقد قوبل بالتصفيق والدموع وهو يستلم الجائزة متكئاً على أخيه الأصغر في احتفالية الجائزة التي أقيمت في الرياض مؤخرا برعاية وزير الشئون الاجتماعية ضمن فرع من فروع جائزة الأميرة عادلة التي تمنح كل عامين .كما فاز بمبالغ مالية ووثيقة منح الجائزة أسرة الطفل أنور العازمي من القريات البالغ من العمر 11عاما وملتزم بالعلاج هو ووالدته المصابة أيضا بالسرطان. وفاز الدكتور علي الأحمري ومستشفى المدينة للنساء والأطفال والأستاذة أمل محجوب بجوائز قيمة كل جائزة مئة ألف ريال تقديرا لجهودهم في فرع البحث العلمي والخدمات الطبية والخدمات المناسبة. وفاز رجل الأعمال ورجل الخير المهندس ناصر المطوع وشركة محمد عثمان المعلم بجائزتي المجال الإنساني. وصالح المجددي ومرادي السعدون بجائزة العمل التطوعي. فكان حفلا إنسانيا مؤثرا ضمن أنشطة جمعية سند الخيرية لدعم الأطفال المرضى بالسرطان التي تحتاج لدعمكم وإنسانيتكم لمساعدة أطفال السرطان وأسرهم وخدماتهم الطبية والإنسانية. وأسعد الناس من أدخل السرور على قلب مسلم أجر من الله ورضى في الداخل.