يثير طرح موضوع الانتماء حفيظة الكثيرين وبالذات في المجال الرياضي لأنه مجال خصب لتعزيز الانتماء سواء في مجال الأندية الرياضية ومناشطها المختلفة أو في المجال الرياضي التربوي من خلال درس التربية البدنية، فضلا عن أننا في مجتمع يؤمن الإنسان فيه بالانتماء ويعتبره بمثابة دافع قوي لإشباع حاجة أساسية لديه والبحث عن الاندماج والاجتماع مع من يشعره بأنه قوي وقريب من الناس، وفي كيان يشعره بالأمان مع الآخرين وحاجته للتواصل معهم والانتماء إليهم وللبعد عن العزلة والانفصال، وهي مايسمى بالعلاقات الإنسانية حيث المحبة والعواطف. وعندما أطرح موضوع كقضية الانتماء أرى أن هناك إحساساً من الجميع بأهمية طرحه في ظل استشراء ظاهرة ضعف الانتماء للوطن، الذي بدأ يترك آثاره في كثير من مظاهر السلوك اليومي للمواطن سواء كان في موقع السلطة أو المنفذين لها، بل إن البعض للأسف تجاوز الحقيقة في طرحه في العديد من القضايا التي تخص الوطن في كل مصالحه، وفي مجالنا الرياضي نشاهد بعض الطرح فيه يصب في غير الاتجاه للانتماء للوطن، فيبدأ في الحديث وإثارة مواقف فردية لتؤجج الشارع الرياضي وتثير الآخرين وتقلل من الانتماء، فيما نرى البعض يثير أشياء سلبية ترددها بعض الأصوات التي تنادي مثلاً بالتقليل من مشروعية اتحاد القدم ورئيسه رغم أنه منتخب وفق النظام، وما يحدث من تقليل من الظروف التي تحيط باستعدادات المنتخب لمباراة هامة في تصفيات آسيا أمام إندونيسيا، متناسين أن منتخب إندونيسيا يمر بمرحلة تطوير كبيرة كما هو حال جميع المنتخبات الآسيوية، مفضلين ترتيب مباراة أنديتهم على المنتخب واستعداداته وتفضيل مواعيد ناديه المفضل، ولا تنادي بالتماسك من أجل الوطن في هذه المواقف فانتشرت الأقاويل والتصرفات التي تفكك التماسك مع المنتخب من خلال عدم المبالاة وضعف الفكر والطرح وتفشي الكلام الاستهلاكي الذي يزيد من التطرف والحد من الانتماء للوطن، وهذا للأسف ضعف شعور عند البعض وازدواجية في السلوك بين الولاء للذات أو الولاء للمجتمع، وبالرغم من إمكانية وجود نقاط التقاء للعلاج بعيدا عن الإعلام الذي تميل كفته للأندية إلا أنه في ظل إعلام الإثارة أتيح لهم أكثر من غيرهم أصحاب الطرح والفكر المتزن، ولأن الوطن بحاجة لأبنائه وإلى تعضيد بعض المواقف التي تهم الوطن عند المشاركة في أي محفل دولي أو قاري يكمن من خلالها رفع سمعة المملكة خفاقة في هذا المحفل، فإن من المناسب أن نرتقي بطرحنا في كل مايتعلق بشأن الرياضة الوطنية في هذا الوطن الذي تتجه فيه رياضتنا للتطوير وإعلان من هو على هرم الرياضة بالحوار والنقاش الذي يساهم في تعزيز الانتماء لدى الفئات السنية الصغيرة والشباب التي عشقت الرياضة وأحداثها اليومية، على اعتبار أن ظاهرة الانتماء لديهم اجتماعية تنبثق من الفطرة الإنسانية والاحتياجات الرئيسة لهم علينا أن نعززها وأن نجعل من الانتماء هماً استراتيجياً للوطن في وقت نحن أحوج مايكون فيه للانتماء .. والله الموفق.