هكذا يظن بعض الهلافيت الذين أخذوا فرصة ولا في الأحلام، فبعد أن كانوا لا يعرفون الشارع الذي يؤدي إلى التلفزيون أو الإذاعة، ولا الحي الذي توجد به الجريدة أصبحوا الآن قامات وهامات هكذا يظنون.. طبعاً هم ليسوا كذلك والمتلقي أذكى من أن يعطيهم هذه الصفة حتى لو أوهمهم أنه مهتم بما يقولونه، هو فقط يستغلهم ليسيئوا بدلاً عنه وهو يغويهم كثيراً لمزيد البعض، وهو يقدم برنامجاً أو يكتب زاويته أو تغريدته يكون في حالة تضخم، يشعر أنه يحرك العالم بأصبعه يعتقد أنه إذا فرغ من برنامجه أو أنهى الكتابة دخلت الناس ببعضها، لأنه حركها ولأنه يستطيع أن يؤثر فيها ويغيرها يقنعها يغيظها يبسطها، يتخيل أن الظهور في حالة انحناء تقرأ ما يكتب، والعيون متسمرة على الشاشات والآذان كلها إصغاء لسماعه على الراديو، هكذا يعتقد المتورمون من التعري اللفظي والأخلاقي الذي يمارسونه.. وسيكون لهم يوم.