|


د. سعود المصيبيح
نحن والغبار
2013-03-21

معاناة شديدة نعانيها مع الغبار .فهناك مريض الربو والحساسية وهذا هو الأخطر إذ إن التأخر في إنقاذه قد يكلفه حياته .ولاشك أن توقعات الطقس وصلت لمستوى متطور عالميا وأصبح العلم بتوفيق من الله يستطيع تحديد حركة الرياح وسرعتها وخطورتها وتوقعات العواصف والزلازل والأمطار وحركة السحب ومن ذلك حركة الغبار والاستعداد له .كما تطور علم المناخ وحرص الناس عليه فالاجتماعات واللقاءات في الهواء الطلق تعتمد على معرفة أحوال الطقس .ومثل ذلك المباريات الرياضية والاستعداد للظروف المناسبة لها من قبل المدربين .ومع تطور الطقس أصبح مذيع النشرة الجوية من الشخصيات المشهورة إذ ينتظره المشاهدون ليخبرهم عن أحوال الطقس وبالتالي يرتبون أمورهم واجتماعاتهم وإجازات نهاية الأسبوع إذ أن توقعات الطقس تأتي لعدة أيام لإظهار ما إذا كان الطقس ممطرا أو غائما أو مشمسا أو صحوا أو غير ذلك .ثم تفننت القنوات وبدأوا بإشراك الفتيات الجميلات كمذيعات طقس بلباس ملفت للنظر بدلا من الشخصية الإعلامية لرجل الطقس التي يسودها الناحية العلمية والجدية والوقار .ثم تحولت أحوال الطقس إلى قنوات فضائية متخصصة ومواقع أنترنت يمكن الرجوع إليها ووضعت دول العالم أجهزة حكومية مختصة للإرصاد وحماية البيئة .وهنا مربط الفرس فماحدث في المملكة في السنوات الإخيرة حمل علامات الاستغراب حول التناقض وعد م الدقة في تقارير النشرة الجوية حول واقع الطقس .وحاليا أول مايصلني من وكالة الأنباء السعودية صباحا الطقس المتوقع لهذا اليوم فأقرأه فأجد أستمرار صياغته بنفس اللغة الضبابية التي جاءت عندما داهمنا المطر المهلك في جده والرياض وتبوك وغيرها من مدن المملكة ولا تخرج من هذا البيان بنتيجة .وآخرها ماحدث للرياض يوم الأثنين الماضي إذ استيقظ سكان مدينة الرياض على حالة جو خطيرة من الغبار الشديد الذي أجبر الأهالي أبنائهم وبناتهم على عدم الذهاب إلى المدارس وهذ ا شكل خطورة على المرضى ممن خرج والطقس المتوقع لذلك اليوم بنفس لغته الإنشائية الضبابية .وبدلا من التعلم في المدرسة ازدحمت أقسام الطوارئ بالمرضى .وهذا ذكرنا بماحدث قبل ثلاث سنوات تقريبا عندما اكتست الرياض باللون الأحمر الكئيب المخيف وكانت الأرصاد غائبة كالعادة .بينما يفترض أن الأمور مرصودة عبر الأقمار الصناعية ويمكن التحذير عبر الإعلام لتجنب المشكلات التي حدثت وآخرها ماحدث من أمطار وضرر خطير في جده وتبوك أو الغبار الكثيف في الرياض .وكم من طالب دراسات عليا مجتهد في دراسته ترك نافذته مفتوحه ففوجئ بأن الغبار قد هجم عل كتبه وحاسبه الآلي وأجهزته العلمية لأن توقعات الطقس خذلته ومثل ذلك لمختلف المباني سكنية أو مكتبية .وكم مناسبة كان من الممكن أن تكون جميلة رائعة وجاءت توقعات الطقس مطمئنة ثم حدث العكس .فالحذر الحذر من توقعات الطقس هذا اليوم والاعتماد عليها أما أنا والعياذ بالله من الأنا فقد أصبحت أول ما أفعله صباحا هو مسحها من جوالي قبل قراءتها.