حوادث مميتة أصبحنا نتعامل معها ببرود في ظل غياب الضمير أمام المتسبب في هذه الحوادث وكأن وفاة إنسان ومقتله أمر في غاية البساطة .ففي هذه الإجازة حدثت عدة حوادث تجعل المملكة الأعلى عالميا في القتل في الطرقات بسبب رعونة السائقين وسوء الطرق وصيانتها، أو ضعف التعليمات والإنارة الكافية والتحذيرات وقت الأعمال، أو استمرار قيادة الشاحنات والباصات من قبل سائقين أجانب بدون تقييم فعلي لكفاءتهم وأهليتهم فيتسببون بالحوادث وهم نيام بسبب مقاومتهم للراحة والنوم رغبة في أكبر قدر ممكن من الدخل بغض النظر عن النتائج الوخيمة لذلك.دعونا أولا نتذكر كارثة شاحنة الغاز والذي تبين أن السائق استقدم كسائق عائلة ويعمل في شركة الغاز وهو على غير كفالتها، كما أنه حذر من ضعف الفرامل في الشاحنة، بينما المسؤول الحقيقي هي الإدارة التي تدير هذه الشركة لأنها أخلت بالتزامها وسمحت لهذه الفوضى أن تحدث وبالتالي إصابة وفاة وإصابة أعداد قاربت المئة ناهيك عن الأضرار في الممتلكات وتحويلات الطرق ومشروع جديد لكوبري المعيزلة في الرياض.وبعدها تتابعت حالات انقلاب شاحنات الغاز، بمعنى أن المأساة مستمرة، بينما يفترض أن يرفع الأهالي دعوة قضائية ضد المتسبب ليأخذ جزاءه في مقتل هذه الأرواح البريئة.أما عروس الشمال وعائلتها فالخبر يقول إن سائق شاحنة ضخمة أراد تخطي أخرى في رحلة التسابق اليومي لهذه الشاحنات وكان هناك تحويلات وإصلاحات في الطريق لم تكن واضحة بشكل كامل، ففوجئ بسيارة العائلة وارتطم بها وجها لوجه فذهبت العروس ومصاغها وأهلها وتحول الفرح إلى ماسأة كبرى.أما السؤال المهم: من المتسبب؟.هل من يشرف على هذه الشاحنات واستمرارها في قتل الناس، أو الشركة التي تصون الطرق، أو النقطة المكلفة بأمن الطرق التي لم تتابع السرعة وتضبطها، أو أجهزة الإسعاف والإنقاذ، أو نقول قضاء وقدر وهو كذلك، لندفن كل مأساة ونتناسى أن الردع قضائيا كفيل بالمتابعة، والحزم من هيئة مكافحة الفساد أو الرقابة والتحقيق أو أي جهة عدلية ضابطة يهمها الإنسان وكرامة حياته واستقراره .وآخر حادثة حصلت ما أعلنه الهلال الأحمر عن حادثة انقلاب حافلة النقل الجماعي منتصف ليلة أمس الأول على طريق مكة بعد كوبري الرويضة، حيث أسفر عن وفاة 3حالات و42إصابة و14 تم علاجها بالموقع، وحينها نعود إلى طرح أسئلة حيال إجراءات شركة النقل الجماعي وخلفية السائق وأسباب الحادث وسلامة وجاهزية الحافلة، واسأل عن رئيس الشركة وهل أصدرت بيانا عن الحادث؟ أعتقد أنه في إجازة في إحدى المدن الأوروبية .وأخيرا للأسف مسلسل الدماء مستمر ونحن ننظر ونتابع دون أن يتم معالجة جادة للأمر .رحم الله العروس وأهلها ورحم الله ضحايا حوادث الطرق بينما السائقون الوافدون في معظم الحالات يقهقهون في مركز التوقيف لأن التأمين سيتولى الموضوع.