|


سعد المهدي
تغيرت الوسائل فما الذي تغير فينا؟
2013-04-04

لا أحد يفرض على الناس كيف يفكرون ولا كيف يجب أن يروا الأمور ويحللوا أو يقرأوا المواقف والأحداث. تركيبة الإنسان تتحكم في فهمه للأشياء وحكمه عليها ولا يمنع حتى السير عكس التيار أو القفز من مسار إلى آخر بحسب اعتبارات تخصهم وذلك كله يحدث اتفقنا على صحته أم لم نتفق. الذي يهم من يعيش ويتعامل مع الناس هو ألا يجد نفسه فجأة أسير (شلة) تحاول أن تدير شئونه الخاصة (فهمه / رأيه) من خلال وسائل قدر لهؤلاء أن يحتلوها أو يقيموا فيها خاصة الوسائل العامة، كما عليه وسائل الإعلام التي يملك كل شخص فيها حقاً متساويا مع غيره، أولهم هؤلاء. قنوات تلفزيونية إذاعية يوتيوب مواقع تواصل اجتماعي ومواقع وصحف إلكترونية.. إلى آخر مشتقات العالم الافتراضي، هذه فرصة سانحة لأن نفك الاختناق حول مطبوعة وفضائية وراديو احتكروا التوجيه والمعلومات زمن، لكن بشرط قواعد لعبة جديدة وليس كما كان عليه الوضع السابق. انتظروا بياناً هاما، وجاءنا ما يلي التي نوع فيها أبطال مسرحية (ضيعة تشرين) كانت تنتهي بشخص واحد لا يتغير برغم بيانات لانقلاب المتوالية، نفس الحال ما يعيشه المتلقي حتى وقد بات مشاركاً لا زال محاصرا بنفس الأسماء والسحنات والأفكار وإذا كان في ذلك أيضاً مشروعية تخول للجميع المشاركة بما فيها (السابقون) فإن الأمر يختلف إذا وجدنا أنهم أيضاً على نفس فكرة محاربة الغير من خلال توليفة جديدة تحمل نفس الجينات، وزادت أيضاً برسائل تحذير الاقتراب والادعاء بأنهم ضرورة المرحلة. الوهم الذي يعيشه البعض أنه يريد أن يتجاوز حدوده بجواز رسمي يجيز له ذلك ويشرعنه، بل وربما يطالب بتعظيم سلام فيما أيضاً يستنكر أن يقف أحد إلى جانبه أمامه أو خلفه بنفس الفكرة وإن كانت ساذجة، فهي تعتمد على وهم القوة والضخامة وتمرير كذبة الاستقلالية والمهنية، فيما الكل يعلم حتى بما فيهم الشريحة (الغلبانة) التي يستهدفها بل ويعتمد عليها في بقائه في هذا السوق أنه على أحسن الظروف أجير يلعب دوراً مرسوماً له أو مختل نفسياً وفي كلتا الحالتين هو يقدم مادته الصحفية في أي من هذه الوسائل المتعددة على خلفية إحدى الحالتين أو كلاهما وبذلك مهما اعتقد أنه وصل أو أثر سيجد نفسه عاجلاً أو آجلاً يقبض بيديه على الريح. فكرة أن يكون لك رأيين وموقفين وأنت شخص واحد لا أفهمها حتى أن تفصل بين شخصك والجهة التي تعمل بها هذا ممكن لكن أن تفصل بينك وبين نفسك فهذا مثير للسخرية، فكيف لمغرد أو مدون أو متداخل أن يقول بنفسه رأياً أو معلومة ثم يريدنا أن نمسحها من الذاكرة بحجة أنها لا تمثله كمسوؤل أو عكس ذلك؟ الاختطاف الجديد للإعلام هذه المرة جاء عن طريق الناس التي كانت تعترض على ذلك في وقت سابق، لقد سهلوا الآن عملية الاختطاف وباركوها بعد أن أصبحوا مكملين لجمل ومرددين لعبارات وسائرين خلف أفكار هي ذاتها من نفس الأشخاص الذين كانوا يرفضونهم.. فقط تم إلصاق (ستيكر) جديد على منتج قديم.