|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
هل رئيسك ديكاً؟
2013-04-12

لعلكم قد سمعتم بما حدث للفيلسوف الألماني (كنت) مع ديك جاره.. القصة وما فيها أن هذا الديك قد أزعج كنت بصياحه المتواصل فأمر خادمه بأن يشتريه ويذبحه ويقدمه له ولصاحبه على مائدة الغداء.. وما أن ذهب الخادم لتنفيذ أمر سيده حتى شعر (كنت) بالهدوء والراحة، وراح يقص على صاحبه ما كان يجده من عناء وإزعاج، قبل أن يعود الخادم بالطعام ويفاجئ (كنت) بأن الجار قد رفض بيع ديكه، وأنه أي الخادم قد اشترى من السوق ديكاً آخر.. هنا عاد (كنت) يسمع صوت الديك من جديد. والآن دعني أسألك هل أنت سعيد في عملك أم أن رئيسك ما زال يزعجك؟.. الذين لا يجدون راحتهم في العمل يقضون بقية يومهم في اجترار المعاناة.. العمل أكثر ما يجلب السعادة.. المهم ألا يكون رئيسك (ديكاً).. وزملاؤك (دجاجاً).. (ما علينا).. تحتاجها لتتجاوز الإحباط وتستثمر ما لديك من (فسحة).. نعم حتى لو كان رئيسك (ديكاً) فلا تبحث عن طريقة سريعة للتخلص منه وإنقاذ الدجاج من هيمنته المطلقة.. دعك منهم ولا تصدق من يقولونه بأن النزاع في العمل حالة (صحية).. إنه ـ يا سادة ـ حالة مرضية ستطيح بكل من جعل من نفسه رأساً ينافح ويناطح عن (مجموعة) من (الشكايين).. (البكايين).. (اللاعنين للظلام) دون أن يتحركوا ويكلفوا أنفسهم ولو بإشعال (شمعة).. يظلون يصرخون ويلهبون حماسك فتظن أنهم على استعداد لخوص بحر (التسلط الإداري) معك لتغيير هذه الحال (المائلة) التي باتت مستشرية في زمن (الجبن) والزيتون والبطاطا. نعم.. عليك أيها (الرأس الصغيرة) أن تستعد للسقوط.. وعندما يحدث ذلك سيقال عنك بكل بساطة (مجنون).. وسيكافأ زملاؤك على (جبنهم) ليس حباً فيهم بل خوفاً من ظهور مجنون آخر يكشف ما هو (مستور). وتسألني يا صاحبي متعجباً: وماذا أفعل؟.. وأقول لك: استمتع بعملك.. أده على أفضل وجه.. لا تلتفت لصوت (الديك) ولن يؤذيك.. ولا تسمح للدجاج بأن يملؤوا رأسك بـ (الأوهام).. يقولون: (السلعة الجيدة تسوق نفسها).. تفاءل ولكن لا تركن.. ابحث عمن يسوق لك، حتى لا تضيع الفرصة.. السعادة تنتظرك.. ولكن لا بد أن تبحث عنها وتسافر إليها.. وستجدها تفتح ذراعيها رغم أصوات (الديكة) التي لا يخلو منها فضاء، إنها قوى الإنسان الحكيم تخرج من قلب الوهن توقظها الرغبة والإرادة القوية.. إنها منبع السعادة الحقيقية.