|




د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
عالم الفتح الجديد
2013-04-17

حق علينا كرياضيين وإعلاميين أن نقف تقديراً واحتراماً للنادي النموذجي (الفتح) لنجزل التهنئة لرئيس وأعضاء شرفه ومجلس إدارته بالفوز بدرع دوري زين وهم يستحقون ذلك والواقع في كرة القدم السعودية لو سألت مع بداية دوري زين أي مشجع أو متابع لكرة القدم عن مدى إمكانية فوز فريق كرة القدم بنادي الفتح ببطولة دوري زين سيقول على الفور لا، لكن قد ينافس على أحد المراكز المتقدمة، أما الفوز بالبطولة فمن الصعوبة في ظل وجود أندية كبيرة تملك الخبرة والمال وباستطاعتها إحضار أفضل اللاعبين والأجهزة الفنية على سبيل المثال الشباب والاتحاد والأهلي والهلال والنصر، ولكن الوضع تبين لنا عكس ذلك تغير الحال فظهر لنا الفتح بنظرية جديدة أن المال وحده لا يكفي وإنما الانتماء للنادي هو الأساس وسر الخلطة السرية للنادي فلمس الجميع أنه لا يوجد نجم بحد ذاته بدليل عدم وجود لاعبين مؤثرين في خارطة المنتخب السعودي الأول ولكن هذه السمة للاعبين تميز بها الفتح والفتح وحدة الجميع مؤثرون وكل لاعب يعتمد عليه المدرب ويعطيه الفرصة يصنع الفرق داخل أرضية المستطيل الأخضر فتسلم زمام قيادة ترتيب الدوري من بدايته وحتى توج نفسه بالفوز وهذه الرياضة وفي كرة القدم على وجه الخصوص لا تعتمد على الأسماء بقدر ما تعتمد على ما يقدمه اللاعب من عطاء وجهد داخل الميدان فظهر لنا عالم الفتح إدارة عصرية واعية نموذجية تعمل برقي مع الجميع، عملت بكل كفاءة ووفق إمكانات النادي بخطط مدروسة كانت بحق واعية ومدركة لمخاطر الإعلام وسلبياته وأثره على اللاعبين ولذلك لم تلهث خلف الإعلام وبريقه أو التصريح خلال مسيرة الدوري بما يسجل عليهم كموقف ينعكس سلباً على الفريق هذا الفكر الجديد للقيادة الشابة الطموحة للنادي ساهمت في تهيئة الأجواء حيث جنبتهم الضغوطات وأخطرها الإعلامية كان طموح النادي في جميع تصاريحهم الإعلامية الوصول إلى بطولة الأندية الآسيوية لم يكن الحديث عن تحقيق الفوز والحصول على بطولة الدوري حيث لم تسلط الكاميرات ولا الضوء على الإدارة أو اللاعبين كما هو الحال في باقي الأندية كان بإمكانهم أن يسمحوا للإعلام بمتابعة كل سكناتهم وحركاتهم وهو يصولون ويجولون معهم داخل الملعب وخارجه، والكاميرات تراقب النادي بين الحين والآخر ثم الثقة الكاملة في الجهاز الفني بقيادة المتمكن الواثق من نفسه وقدرات لاعبيه الكابتن فتحي الجبال واحترامه للفرق الأخرى ووضع الخطة والتوليفة المناسبة في كل مباراة حسب الفريق المقابل كان رئيس النادي ومجلس إدارته وجهازه الفني في كل مرة ينظرون لفريقهم كما هو الحال في سباقات الخيول حيث تسلط الكاميرات على أحد الخيول الجامحة والذي يلمح المصورون في عينيه أمل الفوز ونظرة الانتصار ويتوسمون فيه تحقيق الإنجاز، حتى إذا ما وصل إلى خط النهاية وفاز بالسباق؛ فقد صدق توقعهم وتأكد توسمهم.وقد تأكد ثقتهم في فوز فريقهم وبرز بشكل ملفت للنظر أنموذج يحتذى في التعامل المثالي من قبل الإدارة والجهاز الفني وهو ما أحاطوا به لاعبيهم من عناية مما ساعدهم على تفجير طاقاتهم المتدفقة وكانوا في كل مرة يبرهنون بأنهم كبار قادرون على الإسهام في صناعة المستقبل للفتح وهو ما تحقق وكذلك العناية بانتقاء اللاعبين الوطنيين فضلاً عن اللاعبين الأجانب برز اللاعب المبدع إلتون خوزيه بمستواه الراقي المميز حيث كان علامة فارقة طوال مبارياته مع الفريق وكذلك الحال الهداف صاحب المجهود سالومو، مرحلة جميلة في عمر النادي هي أجمل مرحلة وأصدق فترة في حياة اللاعبين بالنادي، وصنعوا لهم مستقبلا عظيماً وصنعوا لهم أرشيفاً خاصا به تسجل فيه كل تفاصيل حياة كل لاعب ساهم في الفوز وهو يحلم. ذلك التوسم وتلك الأمنيات الطيبة التي استندت إلى قاعدة من الثقة في قدرات هؤلاء اللاعبين، فيقول المثل أعطني إدارة أعطيك نجاحاً وإنجازاً.