لم تبق يد لاعب ولامشجع ولامدرب ولا إداري ولاحتى مشاهد للتلفزيون في مكانها ونحن نشاهد مباريات الجولة الأولى من كأس الأبطال السعودي. كنا نحرك أيدينا بشكل هستيري مع كل قرار تحكيمي لدرجة أننا تابعنا الحكام أكثر من المباريات نفسها. الحكم السعودي يواجه في كل مباراة أمواجاً لاتنتهي من الضغوط التي تجعله يفقد جزءاً من تركيزه. فحالة عدم الرضا المسبقة عن الحكم تجعله يلهث في كل مباراة ليقنع الشارع الرياضي بأنه يستحق الاعتماد عليه ولكن أحدا لن يرضى. الحكم السعودي ليس سيئا ولا ألمس أنه يتحيز لناد على حساب آخر، ولكن مشكلته أنه غير مقبول من أحد سوى لجنة الحكام، لذلك ستبقى قراراته مثاراً للجدل بغض النظر عن صحتها. فنحن نتقبل قرارات الحكم الأجنبي بصدر رحب لأننا لانعرفه وليس بيننا وبينه تاريخ طويل من الأهداف الملغاة والكروت الملونة والبطولات الضائعة. فإصرار الأندية على الحكم الأجنبي ليس لأنه الأفضل ولكن لأنه بلا ملامح. فالحكم الأجنبي عندما يدير مباراة بين الأهلي والنصر أو الاتحاد والهلال يكون جزءاً من المباراة. يقوم بما هو عليه ويصفر كيفما يشاء ثم يسافر على أقرب طيارة. شاهدنا مباراتين من أجمل مباريات الموسم إلا أننا تناسينا كل شيء جميل فيهما وركزنا على عبد الرحمن العمري وخليل جلال. فالحكم السعودي دون أن يقصد يقتل المتعة .فلم أسمع أحدا يتحدث عن جمال هدف الشهلوب ولا الحوسني ولا حتى غالب. لم نتحدث عن إبداع المسيليم ولا مختار فلاتة. بل كنا نتحدث عن العمري وجلال، فالحكم السعودي ليس جزءاً من المباراة بل هو المباراة. فرض الحكم السعودي بالقوة على المباريات الجماهيرية ليس في مصلحة أحد حتى الحكم نفسه. فالأندية متشنجة والضغوط تكاد تخنقها ولن تجد الأندية غير الحكم السعودي اليتيم لترمي عليه كل (بلاويها). لذلك فمن الحكمة أن ُتعطى الأندية خيار الاستعانة بحكم أجنبي مادام النادي سيدفع التكاليف. يبدو أن نجاح البطولات المحلية ووجود الحكم السعودي لا يلتقيان. الاتحاد السعودي مطالب بتحديد الأوليات وطرح سؤال واحد فقط على نفسه:هل تواجد الحكم السعودي أهم من نجاح البطولات المحلية؟