يطالبني كثيرون بأن أركز على القضايا الاجتماعية ومجالات التنمية الإدارية في عمودي هذا الذي أطل به عليكم كل جمعة.. يقولون ذلك رغم أنهم يعرفون مقدار تعلقي بالرياضة وخاصة هذه الساحرة كرة القدم التي ما زلت أعيش معها عشقاً طفولياً، ولا أطيق فراقها.. ولأنني لا أقوى على هذا التقييد.. فها أنا أعود مرة أخرى لأزاحم الكتاب الرياضيين.. يدفعني هوى قديم و(الهوى غلاب) يا أصحاب.. إذاً.. سأترك فرقة (حسب الله) هذه المرة.. سأكفيهم من (ملاحقتي).. مع أنهم ما زالوا يلاحقونني بوصاية غريبة عجيبة منحت لهم.. فلماذا لا يقترحون تمديد فترة اعتقال فكري.. يظنون أن العقل يحتاج إلى مساحة مادية أكبر.. دون أن يكلفوا أنفسهم بالتساؤل عن سر هذا الغوص المستمر في أعماق الحقيقة فيما هم على الشاطئ يحتفلون بالصور. حسناً.. أرجو أن تتسموا بالموضوعية وتخلعوا عنكم النظارات الصفراء والزرقاء والسوداء.. فقط انظروا بعيونكم المجردة لتروا الحقيقة (الخضراء) المبهجة لكل من يفهم الكرة وينتمي إلى قبيلتها.. نعم سترون حقيقة التميز والرقي في هذا النادي الفريد بشموليته وتفوقه في معظم الألعاب الرياضية، بل ودوره الاجتماعي، وعقلانية إدارته في التعامل مع القضايا الرياضية، ووضوحها مع لاعبيها. وهذا العشق العجيب للجماهير التي أضحى الأهلي بالنسبة لها نشيداً لا تمل من ترديده.. هو بالنسبة لهم (سهم) لا يخذل كل من يراهن عليه لأنه لا يكتسب قيمته ويرهن حركته في لعبة واحدة حتى وإن كانت أثيرة مثيرة يتابعها جمهور غفير.. سهم الأهلي.. هذا النادي الكبير العريق الأنيق الراقي.. يظل ـ على طول ـ أخضر.. يمارس الصعود إلى الأعلى ليدهش كل من يدخل بورصة الإبداع الرياضي.بـ (1000) بطولة في مختلف الألعاب ـ حققها خلال خمسة وسبعين عاماً ـ بات الأهلي واحداً من أعرق وأشهر الأندية السعودية والعربية والآسيوية؛ فهو بطل في كرة الطائرة واليد والماء والتنس وألعاب القوى.. ثم إن مكانته بين كبار كرة القدم على مستوى الفريق الأول تثبتها 47 بطولة موثقة ورسمية.. أما على مستوى الفئات السنية فهو الأفضل بلا منازع بصبغة (أكاديمية).. وخلال مشواره الحافل بالإنجازات راحت تلاحقه الألقاب فهو (الراقي) باختيار الأمير سلطان بن فهد، وهو (النادي الملكي) شكلاً ومضموناً فشعاره المصمم باللونين الأخضر والأبيض والمزين بالسيفين والنخلة يعبر عن هوية المملكة، وهو من حقق بطولة كأس الملك 12 مرة وحصل على كل كؤوس جميع ملوك المملكة فلماذا لا يختاره المليك ليكون سفيراً للوطن، ويؤكد هذا التميز بمرسوم ملكي؟.