الهلال يؤثر في المزاج العام للبلد أكثر من تأثيرات سوق اﻷسهم وتقلباته، أو مساهمات سوا، أو حرارة الطقس، أو ارتفاع مستوى المعيشة. وفي المناخ الاجتماعي أيضا له مساحة واسعة من التأثير. والهلال في هذه الخاصية متفرد عن بقية رعية اتحاد الكرة ال153، فهو في كفة، ورعية اتحاد الكرة في كفة غير مماثلة، فإن فاز اطمئن الناس، وإذ خسر تكدرت علاقتهم بكرة القدم، والرياضة، والصحة، والتعليم، والواتساب، وتلك حقيقة ثابتة وإن غضب منها بعض المتوترين. ولهذا سيتبين للمصححين اليوم أن نصف طلاب الثانوية العامة لم يحققوا في مادة الرياضيات درجات مبهجة في اختبار اﻷمس، وربما يصل العدد إلى ما يقارب الثلثين، وكل ذلك ليس بسبب وعورة اﻷسئلة أو صعوبتها، إنما بفعل تأثرهم بخسارة الهلال الماضية وخروجه من الآسيوية. فما حدث الهلال هذا الموسم كان أمرا مؤسفا للغاية، ومرا، ولايبرر، وقد نصحت اﻹدارة مرارا أن تسقيل قبل أن تصل اﻷمور إلى أن يصبح طموح الفريق البحث عن أسامة المولد ومحمد مسعد ورضا تكر. فقد كان واضحا أن مساحة التخبطات اتسعت مع ابتعاد سامي الجابر عن اﻹدارة، وأن الهلال يسير في اتجاهات كلها خاطئة، ولا تؤدي إلى شيء من النجاح ، أو هي تفتقر إلى الذكاء العملي، وأن المستشارين من خارج الأسوار ليسوا على قدر حقيقي من المعرفة بالكيفية التي يمكن من خلالها صناعة النجاح بأقل قدر من اﻷخطاء. والهلال إذا لم يعد إلى عافيته سريعا وتتغير اﻷحوال في داخله فسيكون العروبة بطلا للدوري الموسم المقبل على غرار الفتح، والنصر بطلا لكأس ولي العهد، واﻷهلي بطلا لكأس الملك، والموسم بلا قيمة فعلية عند التقييم. وعلى اتحاد كرة القدم أن يفكر في إطلاق مشروع إحيائي لرياضة كرة القدم مع غياب الهلال وغياب حقبة مشرقة وطويلة للرياضة السعودية. أما صاحب قصيدة أحمد محمد سلامة فمع السلامة ياحبيبي، فالهلال ليس لمثل هذه النتائج والتخبطات.