لقد أصبح الحديث عن تطوير الرياضة السعودية على لسان كل محب ومتابع لها، وتتسابق الدول في تطوير برامجها وأساليبها لتساير الركب في هذا المجال، وأصبح التخطيط العلمي والنظرة المستقبلية للتطور للرياضة هو المنهج الحقيقي الذي يقود العمل الاحترافي المميز ويعكس مدى تقدم الدول واهتمامها بشبابها، ومازال مجالنا الرياضي يعاني من الفكر الضيق للمسؤول، ومن أجل ذلك استمرينا للأسف على هذا الحال نتلقى نتائج سلبية تعيق التطوير والتنمية المستدامة التي ننشدها وعندما وضع والدنا الغالي الملك عبدالله (حفظه الله) رؤيته المستقبلية بإعلان الجودة وأن عام 2020 عام جودة يدرك (رعاه الله) مدى أهمية العمل المنظم الذي ينطلق أولاً من الإدارة وأن الوطن يخوض معركة تنموية شاملة وأمامه تحديات عظام ومعوقات جسام يحتاج إلى العمل الجاد المخلص المبني على أسس علمية، ولكن كل ما قلنا الأمور ستصلح يظهر لنا سلبيات حتى تردت رياضتنا وقل طموحنا وأصبحنا نبحث عن شخص نجعله شماعة لهزائمنا، لم يعد لدينا حضور قوي وتحطيم أرقام في الألعاب الفردية ولا إنجازات تعيد لرياضتنا هيبتها ـ ورغم سعادتنا كرياضيين بإعلان وتشكيل بعض الاتحادات الرياضية تتبع لبعض المؤسسات غير رعاية الشباب كما هو حال اتحاد الجامعات السعودية أو اتحاد قوى الأمن الداخلي وقريبا سنسمع اتحادا للرياضة المدرسية، إلا أن هذه الاتحادات أصبحت تشكل عبئاً على الرياضة السعودية، فرغم أنها أعلنت بموافقات جهات عليا وتحظى باهتمام منقطع النظير من قياداتها العليا إداريا ومعنويا وماليا وكذلك اهتمام الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلا في سمو الرئيس العام ومن قبل رؤساء الاتحادات الرياضية إلا أنها افتقدت للرؤية الإستراتيجية الواضحة التي تعطي لها دورا مؤثرا لتكون رافدا للرياضة السعودية، فمن يلاحظ ما يحدث في الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية يلاحظ عدم الاتجاه لتحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها، فحرص الاتحاد الجامعي على تكثيف النشاطات والمسابقات الرياضية بين الجامعات في مختلف الألعاب بما فيها الفروسية رغم أنها لاتمارس إلا في جامعة الملك عبد العزيز فتسابقت عمادات شئون الطلاب بالجامعات على مشاركتها في البطولات ولكن بطلاب غير مسجلين رسمياً منتظمين كطلاب بالجامعة أو بطلاب يدرسون دبلوم كما هو الحال في جامعة الملك عبد العزيز التي تطبق دبلوم يدرس فيه الطلاب يوم الخميس فقط ويستفيدون من مشاركة الطلاب في تمثيل الجامعة والشيء المستغرب أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على حد علمي وكما وصلني تشارك في المسابقات بلاعبين أغلبهم ليسوا طلاباً بالجامعة وكذلك الحال أغلب الجامعات وقد أستثني من ذلك جامعة الملك سعود بحكم معرفتي بما يتم بها كوني أحد طلابها وسبق وأن مثلتها. وكذلك الحال الاتحاد الرياضي لقوى الأمن الداخلي الذي رغم ما قدم له من دعم واهتمام ورعاية إلا أنه يشارك في مسابقاته الخارجية بلاعبي المنتخبات الوطنية غير العسكريين من خلال التنسيق مع الفنيين بالاتحادات الرياضية وهذا حاصل في العديد من الألعاب، وكما هو الحال في المسابقات الرياضية المدرسية فيتجه مسؤولو الوزارة في النشاط الرياضي إلى مديري وإداريي الأندية للسماح للاعبي الأندية بتمثيل المنتخبات المدرسية في الوقت الذي ننتظر أن يتم الاستفادة من طلاب المدارس ومن إنتاج نشاطاتها ولكن المشاهد في هذه البطولات التي تقام لهذه الاتحادات في العديد من المسابقات أنها لم تلتزم بالقيم التي أقيمت من أجلها المسابقة والمخرجات الأساسية من المشاركة بغض النظر عن البحث عن الفوز الوقتي الذي لا يحقق الأهداف التي أقيمت من أجلها، والشيء الذي لابد أن يدركه القائمون على هذه الاتحادات الرياضية أنه ليس مطلوبا منهم إنجازات ليست من جهودهم أو إنجاز وقتي يلمعون به أنفسهم أمام المسؤول، نحن بحاجة لرياضة تؤصل العمل النوعي الذي ننشده ويكون له دور إيجابي في عملية التطوير وأن تتاح الفرصة للرياضيين كل في قطاعه ومجاله بأن يمثلوه بغض النظر عن النتيجة لأن توسيع قاعدة المشاركة للمنتمين للقطاع هو المهم لقد مللنا من البطولات الوهمية التي لا ترتقي للذوق العام ولا تنطوي إلا على البعيدين عن الرياضة وشؤونها، أما العمل الرياضي التطويري يحتاج وقفة جادة للعودة بالعمل المؤسساتي الذي ينطلق من التخطيط الإستراتيجي والبعد عن العشوائية والتقليدية لأن المسؤول لا يريد نجاحا ليس من منسوبي قطاعه ولا بنتائج مزيفة والذي نتمناه أن تعمل تلك الاتحادات على وضع آليات لاستقطاب الرياضيين المتميزين ومنحهم حق الدراسة بالجامعة كمنح دراسية كما نسمعه في الجامعات الخارجية وتسهيل مهمة قبولهم ووضع حوافز لهم والاتحاد الرياضي لقوى الأمن بتشجيع انضمام الرياضيين وعسكرتهم وفتح مراكز تدريب لهم وتفريغ الرياضيين العسكريين المميزين للالتحاق بمعسكرات طويلة، والاتحاد الرياضي المدرسي الممثل في النشاط الرياضي حاليا بالعودة بنشاطه للمدارس وتحفيز المدارس والمعلمين المتميزين ودعمهم، لأن الحال إن استمر كما هو عليه بوضع الاتحادات فإلغاؤها أفضل والمطلوب من مسؤولي الاتحادات التفتيش عن الخلل ومن المستفيد مما يحصل.. والله المستعان.