ربما تقرأون المقال وأنا في طائرة الخطوط الإماراتية المتجهة من دبي إلى "ريو دي جانيرو" حيث أتشرف بتمثيل وطني كعضو في اللجنة المنظمة لكأس الملك فهد للقارات التي تغيّر اسمها دون وجه حق إلى كأس (فيفا) للقارات، واعتراضي على التغيير مستند على أن كأس العالم كانت تحمل اسم "قول ريميه" حتى امتلكت البرازيل الكأس عام1970، أي أنها حملت اسم مؤسسها وصاحب فكرتها على مدى أربعين عاماً حتى تم امتلاك الكأس وتصنيع كأس عالم جديدة أصبحت تحمل اسم (فيفا). كأس القارات فكرة سعودية الأصل والولادة والمنشأ، وليس من السهل ابتكار البطولات مهما تعاقبت العقود، فكأس "قول ريميه" ولدت عام 1930م وبعد أكثر من نصف قرن من الزمان كتب فارسان عظيمان اسميهما في لائحة الشرف لكرة القدم العالمية وأعني بهما الملك "فهد بن عبدالعزيز" والأمير "فيصل بن فهد"، فكانت كأس القارات البطولة الأممية الدولية الثانية بعد كأس العالم، وكان من الطبيعي أن يكون اسمها "كأس الملك فهد للقارات" مثلما كان "كأس قول ريميه"، ولكن بعد استضافة البطولات الأولى ونجاحها تم اختطاف البطولة وتغيير اسمها. للوطن أمجاد يجب المحافظة عليها وبناء المستقبل بالاستناد عليها، فكثير منا يستهين بمنجزات الوطن ومقدّراته لأن هذا الكثير موغل في السوداوية والتركيز على النصف الفارغ من الكأس، فنخبة دول العالم كروياً تأهلت لكأس العالم ثلاث مرات فأكثر وحققت أنديتها ومنتخباتها البطولات القارية عدة مرات، ونحن بكل فخر من هذه النخبة ـ شاء من شاء وأبى من أبى ـ وعلينا أن نحافظ على تلك المكانة بالتمسك بحقنا المادي والمعنوي في التواجد ضمن النخبة في المحافل العالمية. رحل "فهد وفيصل" ولكن الأمجاد التي صنعوها مازالت باقية، ومن حقهم علينا أن نحافظ على تلك الأمجاد بصناعة جيل مؤهل من الشباب الذي يعيد صياغة منظومة كرة القدم السعودية ويعيدها للقمة التي تستحق التربع عليها. تغريدة tweet: ثقافة الوفاء شبه مفقودة في مجتمعنا الرياضي مما يجعل الكثيرين يترددون في الدخول لمعترك الرياضة لعلمهم أن من يعمل في هذا الوسط ينطبق عليه المثل الشعبي: "مأكول مذموم"، فلماذا يضحي الشخص بجهده ووقته وماله وهو يعلم أن النهاية جحود ونسيان؟ .. وعلى منصات فهد وفيصل نلتقي،،،