|


د. حافظ المدلج
الثامنة والنصف
2013-06-19

يشخص برنامج "الثامنة" الشهير للإعلامي الأشهر "داوود الشريان" مشكلات المجتمع السعودي دون أن يقدم له الحلول، وهو بذلك يقوم بواجبه في لفت نظر المسؤول وكشف الخلل تاركاً للجهات المعنية تصحيح الواقع المرير، وقد تذكرت البرنامج وأنا أستمتع كل يوم بحضور اجتماع بعثة (فيفا) في "فورتليزا"، حيث نلتقي صباح كل يوم في الثامنة والنصف للحديث عن مستجدات العمل التحضيري لمباريات كأس الملك فهد للقارات التي تحتضنها البرازيل. يحضر الاجتماع المشرف العام ونائبه ومسؤولون عن التسويق والتذاكر والبروتكول والضيافة والمواصلات والفنادق والأمن والصحة والإعلام والتقنية والبطاقات وموقع (فيفا) على الإنترنت، كل شخص مسند إليه مهمة خاصة يقوم بمتابعتها ورفع التقارير عنها كل صباح، ويعرف مسؤولياته التي سيقوم بها فور انتهاء الاجتماع، خلية نحل تعمل على مدار الساعة لإكمال النواقص الكبيرة لملاعب لم تكتمل جاهزيتها حيث تركز البرازيل على كأس العالم وتعتبر القارات بطولة تجريبية تسبق البطولة الأهم، وهذا الخطأ الجسيم الذي كررت التنبيه عليه في اجتماع اللجنة المنظمة للبطولة. فكرة الاجتماع الصباحي اليومي كان يطبقها المغفور له بإذن الله "غازي القصيبي" أستاذي في الإدارة، كما تطبقها بعض إدارات أرامكو، ورابطة دوري المحترفين السعودي تطبق الفكرة التي أتمنى أن تعمم على جميع الإدارات لأنها تحقق فوائد كثيرة أهمها: ضمان حضور الجميع في الصباح الباكر خصوصاً إذا كان رئيس الاجتماع هو رأس الهرم الإداري، كما يكفل الاجتماع تنسيق الجهود بحيث لا تتداخل المسؤوليات والصلاحيات، إضافة إلى خلق نوع إيجابي من التنافس حيث يشاهد الجميع إنجاز بعضهم البعض فتتكامل الجهود ويتم إنجاز المهمة وبلوغ الهدف. في البرازيل نجتمع في الثامنة والنصف بينما تسبقنا أرامكو باجتماع السابعة والنصف ويبدأ اجتماع الرابطة في التاسعة والنصف، وليس هناك فارق بينها فالأهم أن يكون الاجتماع مع بداية الدوام الرسمي ولا يتجاوز نصف ساعة يتم فيها وضع النقاط على الحروف، ويكون أساساً ليوم العمل بأكمله، جربوه ولن تندموا. تغريدة tweet: قد تكون البرازيل أجمل بقاع الأرض ولكنها ابتليت بالفقر والعنف، ومن خلال كأسي القارات والعالم توفرت وظائف كثيرة وانتعش الاقتصاد المتهالك وحلّت هدنة غير رسمية للاستمتاع بكرة القدم التي حققت ما عجزت عنه السياسة.. وعلى منصات الاجتماع الصباحي نلتقي،،،