|




د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
حتى يكون لاعبونا أصحاء.. أين دور الأندية؟
2013-06-19

يتحدث المختصون في الإعلام الرياضي في كل محفل عن نقص الثقافة الصحية للاعبين السعوديين وحاجتهم إليها، ويوضح الخبراء والمتابعون أن الثقافة الصحية تلعب دوراً هاماً وفعالاً في تعريف اللاعبين بأهمية العناية بصحتهم والثقافة من أهم البرامج للتنمية الصحية وتسهم في زيادة الإنتاج ورفع المستوى الاقتصادي، وتنمية صحة الرياضيين بصفة خاصة من المسببات التي تسهم في رفع الكفاءة الحركية والمهارية للاعبين وتمنحهم الخبرات التي تساعدهم على اتخاذ القرار المناسب لحل مشكلاتهم الصحية التي قد يواجهونها، وتكثر الإصابات في الملاعب الرياضية السعودية وبالذات في رياضة كرة القدم بل لا يخلو ناد من أنديتنا إلا وفيه عدد من اللاعبين المصابين أو قد تعرض للإصابة، وكم خسرنا العديد من المواهب المتميزة التي كان يتنبأ لها بمستقبل زاهر نتيجة الإصابة الرياضية التي تمنع اللاعب من الاستمرار في ممارسة اللعبة أو المنافسة الجادة فيها، بل تقلل من فرص تقدم مستواه الفني والمهاري وتعود على المجتمع وعلى النادي بالخسائر والتي يمكن تجنبها لو اتبع الأصول السليمة في ممارسة رياضته. ومن هذا المنطلق وحفاظاً على شبابنا وعدة مستقبل كرتنا لابد من العناية باللاعب ومحاولة تجنب وقايته من الإصابة لأن خطر الإصابة لا يؤثر على صحة اللاعب بل سيتعدى ذلك حتى بعد عودته للملاعب بعد تلقي العلاج ونحن ندرك أن أغلب اللاعبين الناشئين في كرة القدم همهم الأول ممارسة اللعبة ولا يدركون أهمية الغذاء الذي يتناولونه ونوعية الملابس التي يرتدونها والأدوات التي يستعملونها وعدد مرات التدريب اليومية والأسبوعية وفترات الراحة فتراه يلعب في المدرسة صباحاً والنادي عصراً وفي الحارة مساء والشيء الذي تتجاهله الأندية مع اللاعبين الناشئين هي عدم وجود الملف الصحي الشامل للاعب بالنادي وسلامة الملاعب التي يمارس فيها فتجعله في أقل الملاعب تأهيلا بل يحرم من دخول ملعب الفريق الأول وكذلك المعدات وبرامج الإعداد والارتفاع بمستوى اللياقة البدنية وتجنب الإصابة المتعمدة من الغير خلال التمرين أو المباريات والاهتمام بالتوافق العضلي العصبي وإتباع العادات الصحية السليمة والاحتفاظ بالمستوى العالي للغذاء ومناسبة الملابس الرياضية ونظافتها وعدم تبادل ارتدائها مع الغير والامتناع عن تناول العقاقير والمنشطات والعمل على تشجيع السلوك الرياضي باستمرار. وتؤكد منظمة الصحة العالمية في تقريرها أن حدوث معظم الإصابات للاعبين يرجع في حقيقة الأمر إلى عدم إتباع النواحي الصحية قبل وأثناء المنافسة من إعداد بدني وتغذية وملابس والعناية بنظافة الجسم والمحافظة عليه وتوفر عوامل الأمن والسلامة بالتربية الصحية، فالتثقيف الصحي واجب حيوي وأساس لتحقيق الصحة للاعبين. وحيث إن الأندية لا تستخدم التثقيف الصحي على اعتبار أنه يقع عليها العبء الأول حول ذلك فإن الأمر يتطلب وضع برامج اثرائية لرفع مستوى الثقافة الصحية للاعبين الناشئين ووضع قاعدة بيانات لمتابعة اللاعبين وحالتهم الصحية ومعرفة نواحي القصور ووضع البرامج التثقيفية المناسبة لها. والمتابع لحالات الإصابة التي تحدث في ملاعبنا نرى أنها تتركز خلال التدريب بنسبة كبيرة، وتحدث عادة في الجزء السفلي من جسم اللاعب كالالتواء وإصابة الأربطة وعضلات الفخذ والركبة والكاحل، ومن وجهة نظر شخصية وفي ظل التوسع الكبير من الأندية بالاهتمام بالناشئين والأكاديميات فلعل من المناسب أن يكون هناك خطط واضحة ومدروسة يزود بها اللاعبون وأولياء أمورهم عبارة عن خطة للتوعية بمخاطر الإصابات والتنمية المهنية والأوضاع ذات العلاقة بالإصابة وتكثيف البرامج التوعوية من قبل المختصين من خلال محاضرات وبرامج ونشرات وورش عمل، وقد يقوم المدرب أو الإداري قبل التدريب اليومي بخمس دقائق بتقديم محور واحد بإيجاز لتثقيف اللاعبين في أحد الجوانب المهمة لهم.. سائلين الله السلامة والصحة لجميع الرياضيين.