بعد قضاء عشر سنوات من حياتي مغترباً بين أمريكا وبريطانيا، قررت فور عودتي أن أرد الدين لوطني من خلال نقل المعرفة لطلابي بالجامعة وقراء المقال، وأذكر أنني في البدايات قبل خمسة عشر عاماً كتبت عن معاناة المغتربين لأن أيام العمل المشتركة بين السعودية ومقر الغربة هي الإثنين والثلاثاء والأربعاء فقط، وطالبت حينها بتغيير إجازة الأسبوع لتصبح الجمعة والسبت، فثارت ثائرة كثيرين من أعداء التغيير واتهموني بالتغريب والتشبه باليهود في سبتهم. ولكن دولاً إسلامية مجاورة غيّرت عطلتها الأسبوعية فتشجعت على الكتابة والمطالبة أكثر من مرة حتى جاء القرار الملكي الكريم ليحقق هذه المصلحة العظيمة التي تعني الكثير لعلاقات العمل المشتركة مع الخارج، وعلينا أن نثق بأن الدين الإسلامي يراعي دائماً تحقيق المصالح وسنكتشف مع الأيام إيجابيات القرار الحكيم، ولعلي لا آتي بجديد حين أقول إن الملك عبدالله يسابق بنا الزمن ويختصر المسافات لتسخير كافة الإمكانات التي منحها الله للوطن من أجل راحة المواطن ومستقبله. السبت إجازة رسمية والجمعة (عيد المسلمين) لن يكون ثقيلاً على القلب كما كان، بل سيصبح أجمل أيام الأسبوع وأخفها على النفس وسيغيّر الرافضون رأيهم ويقتنعون بأن الإنسان عدو ما يجهل فإذا علم وجرب تغير رأيه بإذن الله. وأملي كبير في المزيد من التغييرات نحو الأفضل ولذلك أتشجع بتكرار المطالبة بربط مهرجان الجنادرية مع اليوم الوطني بحيث تستثمر الفعاليات في تعزيز الولاء للوطن وهو أمر تزداد الحاجة له مع تزايد حدة التوترات في الدول المجاورة، كما أكرر محاولتي في إقناع المسؤول بتأخير أذان العشاء ليكون في التاسعة في كل أنحاء المملكة شريطة ألا تفتح الأسواق التجارية بعد العشاء لخلق وظائف لشبابنا، وهو موضوع سأطرح تفاصيله برمضان حين يؤخر أذان العشاء. تغريدة tweet: في البرازيل تعمل لجان (فيفا) كالساعة السويسرية الدقيقة التي تدور بروتين لا يختل ولا يمل، لأن الأحداث تتغير والمباريات تتبدل إلا أن إدارة العمل تسير بنفس الطريقة دون إرباك أو خلل، وقد وصل فريقان إداريان من روسيا وقطر لمتابعة العمل والتعلم على الطبيعة حتى تستمر ساعة (فيفا) بنفس الدقة في كأسي القارات في روسيا 2017 وفي قطر 2021 بإذن الله .. وعلى منصات (فيفا) نلتقي،،،