أكتب مقال اليوم في زحمة عمل وسفر لم يسبق أن مررت بمثلها من قبل، حيث أنتقل بين مدن البرازيل لحضور الاجتماعات ومراقبة المباريات دون وقت كاف للراحة، حيث النوم في الطائرة يمثل الفرصة الوحيدة لإعادة شحن طاقة استنفدتها كأس القارات التي أتشرف فيها بعضوية اللجنة المنظمة وأنقل لكم أبرز أحداث “الاجتماع الأخير”. الحادية عشرة صباحاً موعد الاجتماع، وفي قانون “فيفا” يبدأ الاجتماع في وقته، وقد تأخر عضوان هامان هما وزير الرياضة البرازيلي ونائبه، ولكن الاجتماع بدأ بدونهما فحضر النائب بعد تسع دقائق وجاء الوزير بعد ثلث ساعة، ولست بحاجة لتوضيح ما وراء الخبر لقارئ فطن يستطيع الاستنتاج بالمقارنة بين دول العالم المختلفة. كان الهاجس الأمني هو المسيطر على تقارير الاجتماع ولذلك بدأت تقريري بالحديث عن ضرورة الاستفادة من الرياضة لخدمة المجتمع سياسياً واقتصادياً وإعلامياً، وقد أكدت للمجتمعين أن استخدام نجوم الكرة لتهدئة الشارع الرياضي كان سيجدي نفعاً أكثر من الخطابات السياسية، كما أشدت بتجاوز البرازيل لكثير من الأزمات للوصول بالدورة إلى هذا المستوى من النجاح الذي لا يخلو من النواقص. فالاتصالات هي المشكلة البرازيلية الأولى من عدة جوانب، فالبنية التحتية للاتصالات ضعيفة جداً مما يجعل التواصل بين منظمي البطولة صعباً جداً، كما أن حاجز اللغة يشكل العائق الأول للتفاهم حيث غالبية العاملين والمتطوعين لا يتحدثون إلا البرتغالية، ثم يأتي تشعب وسائل الاتصال السلكية واللاسلكية مربكاً لسير العمل وتنسيق الجهود. وقد ختمت تقريري بالتنبيه على أن سبب القصور هو النظر لكأس القارات على أنها تحضير لكأس العالم وليست بطولة مستقلة. تغريدة tweet : كتبت بعض مقال اليوم من مقعدي الصغير بجوار النافذة بطائرة الخطوط البرازيلية “قول”، وقد دفعت أربعين ريالاً إضافياً للحصول على المقعد، ثلاث معلومات عجيبة: لولع البرازيليين بكرة القدم سمّوا شركة الطيران “قول”، والعملة البرازيلية تغيرت لتصبح “ريال”، والحصول على كرسي بجوار النافذة يستلزم دفع مبلغ إضافي، وكتبت باقي المقال من المقعد الوثير في طائرة خاصة عدت فيها مع أمين عام الاتحاد الدولي بعد أن سلّم الميداليات البرونزية لإيطاليا لكي نلحق بالنهائي في ريو دي جانيرو، الحمد لله أنني لم أتأثر بالفارق بين المقعدين .. وعلى منصات السفر نلتقي.