|


سعد المهدي
الرياضة عند من لايعرفونها
2013-07-06

الحقيقة إنها لعبة وصف دقيق لحال الممارسة الرياضية البدنية أو التنافسية هي في نهاية الأمر لعبة، وهذا لا يلغي أن لها قيم ومبادئ وأهداف وفوائد. أقبل مثل ذلك لكن أرفض أن يحكم عليها بالتفاهة التي لاتستوجب الاهتمام الشعبي والرسمي، أو أن توضع في خانة الملهيات وإضاعة الوقت والمال لأنها ليست كذلك، وإلا لطبقنا الأمر على أنشطة مشابهة. أكثر ما تتضرر الرياضة اللعبة والمجتمع والممارسون والمتفرجون هو من داخلها، فلا يمكن أن يضر بسمعة الرياضة أكثر من لاعب خرج عن مبادئها وأحكامها خلال ممارسته اللعبة أو قام بفعل فاحش خارج ميادينها، كذلك الحال نفسه مع كل من لهم علاقة بالرياضة. لكن هذا لا يعني أن لا أسباب أخرى يمكن لها أن تلحق بها الضرر، على العكس هناك شواهد كثيرة لسياسات دول وثقافات مجتمعية وتصرفات فردية أضرت بسمعة الرياضة وعطلت دورها أو جعلته هامشياً، وفي أحيان ربما حرفت مساره بحيث جعلته مصدر ضرر. أتفق مع من يرى أن الرياضة لا تعدو كونها لعبة لا تستوجب الصراع من حولها، وممارسة بدنية وذهنية بغرض النشاط البدني والترفيهي لاتحتمل العدائية أو الخلافات الشخصية والمجتمعية أو قطع العلاقات بين الدول، وأزيد على ذلك أنه يمكن أن نقبل أن نرفع سقف أهميتها إلى مالا حدود لها إذا لم تتجاوز هذا الإطار الذي يتفق عليه الجميع لكن لايفهم ذلك إلا القليل ولا يطبقه أحد. أكثر ما يشدني لتداخلات البعض من غير العاملين في الرياضة أو المهتمين بها حرصهم على تطويقها في خانة صغيرة مع ردم هذه الخانة بالكثير من الاستفهامات حول أسباب اتساع الاهتمام الشعبي وبالتالي الحكومي والإعلامي بها والاستماتة في التأكيد على أن هناك ما هو أهم منها وبحاجة إلى جزء من هذا الاهتمام مثل التعليم والصحة وبعض الخدمات، والغريب أن هذا الطرح الأعرج ينطلي على البعض بل وحتى يتلقفه بعض العاملين في المجال الإعلامي الرياضي ويقومون بترديده حين ييأسون من إمكانية انتصارات أنديتهم أو سقوط المنتخبات الوطنية أمام الخصوم أو لمغازلة طرف خارج الوسط الرياضي. هذا الفهم الملتبس لواقع الرياضة وما يجب أن تكون عليه والذي يتم استخلاصه من بعض الجهات من واقع نتائج مباريات أو أحداث فردية وأخرى غير منتظمة، هو من بين المخاطر التي تتربص بالرياضة وممارسيها والشغوفين بمنافساتها، وهو عمق ما تعانيه الرياضة لدينا بحيث لم يستطع بعد القائمون على الشأن الرياضي ولا المنخرطون معهم في العمل أو الممارسة أو حتى الإعلام، الفصل بين متشابهات كثيرة على من لا علاقة لهم بالرياضة ويملكون التأثير من خلال الرأي أو صنع القرار أو إصداره، وهي مسألة هامة وقد تكون محورية في تعديل واقع الرياضة وتصحيح مسارها، وهو ما يبحث عنه الكثيرون لكن دون قدرة على الإبصار وبالتالي ولا التبصر.