|


د. سعود المصيبيح
قضايا في رمضان
2013-07-11

كل عام وأنتم بخير وشهر مبارك، تقبل الله من الجميع صيامهم وقيامهم، وهناك قضايا لازالت بحاجة لحسم. أولها الدوام في رمضان، إذ تحدد وزارة الخدمة المدنية الدوام من العاشرة صباحا وحتى الثالثة ظهرا وهذا وقت مزعج جدا، إذ إنه في قمة حرارة الشمس ويكون الصائم في وقت الذروة من زحام السيارات والمراجعين وطبيعة العمل ويكون وصول الموظف لبيته قرابة الرابعة عصرا، فهل ينام أو يقرأ القرآن؟ ثم ماذا عن المرأة العاملة ومتى تعد الأفطار لأسرتها؟ وأرى أن يبقى الدوام من السابعة والنصف صباحا، وأن يتعود الناس على ضبط نومهم بعيدا عن السهر غير المبرر مع استمراره حتى الواحدة والنصف ظهرا، حيث يكفي تخفيض ساعة واحدة لأن الهدف من الصيام هو طاعة الله عز وجل والتقرب إليه والإحساس بالجوع والعطش، بل كان رمضان شهر العبادة والعمل والمعارك، ولايوجد في موروثنا الديني إي إشارة إلى تخفيض العمل أو تغيير ساعات النهار.ولهذا كما تم حسم موضوع العطلة الأسبوعية من الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت أن يكون العام المقبل بإذن الله عام الدوام الاعتيادي في رمضان، ولعل الوقت الآن متاح لدراسة متعمقة من مجلس الخدمة المدنية بالتعاون مع معهد الإدارة العامة للدوام في رمضان .أما ثاني القضايا في رمضان فهي هذه المعسكرات الرياضية لأنديتنا في أوروبا في شهر رمضان، حيث البعد عن الأهل وروحانية الشهر الكريم مع أنه يمكن تخفيض النفقات وإقامة المعسكرات في أبها أو الطائف أو الباحة.ذلك أن اللاعبين سيعانون في التدريب وهم صائمون إضافة لطول الصيام هناك وينبغي ألا نجامل المدربين الأجانب وأن نحترم ديننا وخصوصيتنا الإسلامية.والغريب أن أنديتنا توزعت بين النمسا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا وغيرها بينما مدن بلادنا لا بواكي لها.وآخر الأمور هذا الزخم الكبير من المسلسلات والبرامج الرمضانية التي يمولها التاجر لكسب وخداع المستهلك مع ندرة البرامج الهادفة .ولعلي أذكر نفسي وأذكر غيري من الأثرياء والتجار ولست منهم، بالإحسان والعطاء وتفقد الفقراء والمساكين والمحتاجين والمعسرين والمديونين، لأن الصدقة والعطاء والكرم أدعى لقبول الأعمال .كما أن المحبة والتواصي والإنفاق في رمضان يسهم في تعميق سبل التكافل بين أفراد المجتمع ويلين القلوب ويمنع التفرقة وينمي الإحساس بالمشاركة والمحبة والعطف بين أفراده، حيث قال تعالى (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون) سورة البقرة.