حين كنت مغترباً كانت قناة nbc الأمريكية تعرض مسلسلاً كوميدياً رائعاً يحمل أسم كاتبه وبطله “ساينفلد”، والذي استمر عشرة مواسم يحقق أعلى معدل مشاهدة فكانت مفاجأة حين قرر النجم الأشهر حينها أن يتوقف وأعلن أن ذاك موسمه الأخير، فأصبح الشغل الشاغل لجميع وسائل الإعلام وأصبح جميع المشاهدين ينتظرون الحلقة الأخيرة، فهل أصبح الإعلان فيها مثل “إعلانات رمضان”. احتراماً للمشاهد لم تتغير مدة الإعلان التي تمثل 20% من مدة البرنامج، فقد كان البرنامج نصف ساعة منها ست دقائق في وسط البرنامج ودقيقتان في بدايته، ولأنها الحلقة الختامية فقد أصبحت حلقتان لاسترجاع ذكريات عشر سنوات فتضاعفت مدة البرنامج وتضاعفت معها مدة الإعلان ولكنها لم تتجاوز الـ20%، ولكن قيمة الإعلان الواحد(30 ثانية) وصلت لخمسة ملايين دولار كأعلى سعر إعلاني في ذلك الوقت تجاوز الإعلان الأغلى كل عام في مباراة السوبربول، وهكذا أريد “إعلانات رمضان”. أريد من mbc السعودية أن تتعلم من nbc الأمريكية بكل بساطة دون الحاجة لإعادة اختراع العجلة، المطلوب باختصار أن يكون في القناة التلفزيونية إدارة تسويق إعلان احترافية تستطيع تصميم باقات إعلانية متنوعة حسب نسبة المشاهدة ومواعيد البرامج ونوعيتها، وتعرضها للمنافسة بين الشركات وفق قانون العرض والطلب، فتزيد عائدات الإعلان دون أن تزيد مدته كما نعاني من “إعلانات رمضان”. لا يوجد في العالم المتقدم الذي يحترم المشاهد فاصل إعلاني مدته ربع ساعة، كما ان الاحترام يستلزم احترام المواعيد، ولكن المواعيد في بعض قنواتنا تتغير بسبب زحف الإعلان الذي يبحث عن عين المشاهد، حتى تفوت على هذا المشاهد الغالي بداية المباراة أو شوطها الثاني لأن المعلن الأغلى قد اتصل فجأة ليطالب بإدراج إعلانه في فترة ذروة المشاهدة، وهنا تتكرر المعاناة مع “إعلانات رمضان”. تغريدة tweet : كتبت مقالات مشابهة في أشهر فضيلة مضت وسأستمر في الكتابة لقناعتي أن في الإعادة إفادة وأن “كثر الطقّ يفك اللحام”، وصوتي الضعيف مع أصواتكم القوية سيغيّر بإذن الله واقع الإعلان في القنوات العربية التي تفكر في الطريق السهل لزيادة المكاسب على حساب المشاهد، بينما يمكن أن تتضاعف العوائد بالتسويق الاحترافي لزيادة سعر الإعلان وليس مدته، ومن السهل تطبيق التجارب العالمية الناجحة ..وعلى منصات التصحيح نلتقي .