|


د.تركي العواد
صفقات الهلال وصفعات النصر
2013-07-17

كانت الجماهير الهلالية والنصراوية –بامتياز- الأكثر إحباطا نهاية الموسم الماضي. فالهلاليون لا يتذكرون من الموسم المنصرم إلا الخروج من البطولة الآسيوية على يد لخويا القطري. والنصراويون لا يتذكرون إلا هزيمة الأهلي رايح جاي. ولكن الإحباط تحول لتفاؤل كبير بعد أن عملت كل إدارة على تغيير جلد فريقها. فغير الهلال مدربه وأجانبه الأربعة وكسب صفقة الموسم بالتوقيع مع ناصر الشمراني، إضافة لفايز السبيعي وعبدالله الحافظ وغيرهم. وكذلك فعل النصر بالتوقيع مع لاعبين أجنبيين، إضافة للموهوب يحيى الشهري وربيع السفياني وعبدالرحيم الجيزاوي وغيرهم. تفاؤل الجماهير في الناديين منطقي، فالتغييرات تنبئ بأن الإنجازات في الطريق. ولكن استقطاب لاعبين جدد لايعني أن الفريق أصبح أفضل. فالقضية ليست تكديس لاعبين بل القدرة على خلق فريق يستطيع المنافسة بقوة على البطولات الكبيرة وهذا أمر أراه صعبا ولايتحقق فقط بوجود أربعة أجانب مميزين ولا بشراء نجوم الصف الأول في المملكة. النصر والهلال بحاجة ماسة للتفكير في صناعة فريق متجانس، منسجم، يملك روحا قتالية لكي يستطيع مقاومة الفرق الجماعية. فالفتح حقق بطولة الدوري في الموسم الماضي بالجماعية، فلو قيمنا لاعبي الفتح بشكل فردي لوجدنا أن الفريق لا يستحق أكثر من المركز الرابع. الهلال والنصر على مر الأجيال اعتمدا على قدرات اللاعبين الفردية لتحقيق البطولات. هذا الأسلوب كان ناجحا لسنوات ولكنه اليوم يسقط بقوة أمام الفرق الجماعية. كرة القدم اليوم تعتمد على السرعة والتحرك بدون كرة وهو ما يفتقده الهلال والنصر بشكل واضح. هلالنا ونصرنا نريدكما أن تعودا من جديد للمنافسة بقوة محليا وقاريا. يؤسفني أن أقول لكما أن هذا لن يحدث قريبا لأنكما الأبطأ والأقل جماعية بين الفرق الكبيرة. أنتما بحاجة لترسيخ مبدأ الأداء الجماعي حتى لاتتحول صفقات الصيف لصفعات المستفيد الوحيد منها وكلاء اللاعبين. من السهل أن تشتري لاعبين مميزين .. الصعوبة أن تصنع فريقا مميزا.