يعلم من يتابعني أن المغفور له بإذن الله "غازي القصيبي" هو أستاذي الأول في الإدارة والحياة، وأن كتابه "حياة في الإدارة" لازال كتابي المفضل لدرجة أنني أفكر في تأليف كتاب "حياة في الرياضة" تيمناً بمعلمي الذي فجعت برحيله قبل ثلاثة أعوام في شهر رمضان المبارك، فقررت أن أكتب عنه وأتذكره كل عام، ولكنني لم أتوقع أن يعلمني دروساً جديدة حتى بعد رحيله فكان عنوان مقالي "علمني القصيبي". "علمني القصيبي" أن بالإمكان تخليد الإداري الذي خدم الوطن والمواطن بإخلاص حتى ولو لم يكن ملكاً أو أميراً، فبالأمس تذكر الجميع في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي يوم رحيله الذي سيبقى خالداً بتاريخيه الهجري(الخامس من رمضان) والميلادي(الخامس عشر من أغسطس)، وأيقنت أن التاريخ ينصف المخلصين وهي رسالة يجب أن تصل لكل مسؤول في الدولة يتوقع أن علاقته بالوطن والمواطن مرتبطة بفترة عمله، فالتاريخ يسجل الإنجازات ويحفظ للمنتجين حقوق إنتاجهم وإنجازاتهم. "علمني القصيبي" أن من يختلف معك اليوم سيتفق معك غداً إذا أقنعته بعملك وإخلاصك وأمانتك، فحتى من يختلف مع معلمي فكرياً وأيدلوجياً لم يجد بداً من التوافق معه ومدحه حياً وميتاً لأنه أثبت للجميع أنه يعمل للمصلحة العامة، فيكفي "القصيبي" فخراً أنه تسنم خمس وزارات ولم يخن الأمانة ويستغل مناصبه لمصالحه الخاصة، ولعل إنجازه الأكبر أن الجميع يجمع على نزاهته وأمانته حيث لايوجد له في الوطن شركات أو أبراج شيدها من المال العالم كما فعل غيره سيحاسبهم الله يوم لا ينفع مال ولا بنون. "علمني القصيبي" أن البقاء على المبدأ سيثمر على المدى البعيد، ولم يقبل بتغيير مبادئه ولم يتغير، بل تغيرت النظرة له فعاد سفيراً ثم وزيراً ومستشاراً للملك الذي أيقن أنه المخلص الأمين. تغريدة tweet : سأكتب عن معلمي "غازي القصيبي" كل عام ما حييت وبقيت أكتب، ويقيني أن سيرته العطرة ستلهمني لكتابة الجديد والمفيد كل عام، وأملي أن يتعلم المسؤولون من شخصيته الكثير وأن يرزق الله الوطن بالكثيرين من أمثاله فما أحوجنا لمسؤولين أمناء على الوطن والمواطن بجميع القطاعات .. وعلى منصات القصيبي نلتقي.