في كل عام تتضاعف جهود الجمعيات الخيرية بالشهر الفضيل لإبراز أنشطتها وتنظيم الفعاليات التي يتم من خلالها الاستفادة من شهر الخير للحصول على جزء من خيرات البذل والإنفاق لدعم تلك الجمعيات، والأكيد أن الناس مهيأون لعمل الخير في رمضان أكثر من غيره، ولعل مقالي اليوم عن طبيعة العمل الخيري ومفهوم المسئولية الاجتماعية التي تسمى CSR. المسئولية الاجتماعية ليست بالضرورة تبرعات نقدية أو عينية، كما أنها لا ترتبط بالجمعيات الخيرية فقط، ولكن مفهومها أشمل من ذلك بكثير ويمكن تلخيصها في الإحساس بالمسئولية تجاه المجتمع، فعلى سبيل المثال "مشروع الملك عبدالله للقراءة" يعتبر من أفضل صور المسئولية الاجتماعية حيث تشجيع الصغار والكبار على القراءة لأنها غذاء العقل وأساس لتطور المجتمع، فقد حزّ في نفسي أن الغالبية منا لا يقرأون سوى عشر صفحات في العام خارج نطاق الدراسة والصحف، في حين يقرأ الغربي والشرقي عشرة كتب في نفس المدة، ولذلك أتساءل ما الوسائل التي يمكن أن نفي بدورنا في الـ CSR. أفرح حين يطلب مني المشاركة في افتتاح او ختام دورة رمضانية تقيمها جمعية خيرية، مثلما يحدث معي اليوم حيث أتشرف بحضور ختام بطولة الأيتام التي تحتضنها ملاعب جامعتي العزيزة جامعة الإمام، وتلك صورة من صور المسئولية الاجتماعية التي تعتمد إشراك الأيتام في نشاط علني يدخلهم في المجتمع بطريقة تحفظ كرامتهم وتؤكد لهم أنهم جزء لا يتجزأ من الوطن، ونحن بحاجة لتوضيح معاني المسئولية الاجتماعية التي يشكل الإنفاق في الخير أحد جوانبها وعلينا أن نهتم بالجوانب الأخرى من الــ CSR. تغريدة tweet : نجم مانشستر يونايتد السابق "فيرون" عاد من الاعتزال ليلعب مع فريقه السابق بالأرجنتين متبرعاً بكل رواتبه لفريق الشباب بالنادي، وتلك لمسة رائعة استشعر من خلالها النجم الكبير مسئوليته تجاه مجتمعه فاختار هذه الوسيلة لكي يرد الدين بطريقته الخاصة، في بلاد الإسلام والمسلمين أصبح بعض نجومنا من أصحاب الملايين بين عشية وضحاها، ندعو لهم بالمزيد ولكننا نطالبهم بالقيام بمسئوليتهم تجاه المجتمع دون أن تنقص أرصدتهم البنكية، إذ يكفينا أن يشاركوا في "مشروع الملك عبدالله للقراءة" لأن الصغار سيستجيبون ويستمتعون بالقراءة مع نجوم الرياضة فيحبون القراءة ..وعلى منصات المسئولية الاجتماعية نلتقي...