|




د. محمد باجنيد
الله يبارك في أحمد عيد
2013-07-26

لا يليق بالإعلام إلا أن يكون مرآة لكل مسؤول يكشف ما لا يراه.. حتى ذاك الذي يغفل أو يتغافل عنه.. إنها – إذاً – السلطة الرابعة، ولم يكن لرئيس اتحاد كرة القدم أحمد عيد الحربي من خيار الا أن يقبل بأن يكون الضيف الرئيس في أمسية الرياضية وصلة الجمعة الماضية.. نعم.. لم يكن لأبي رضا أن يعتذر، والسبب ببساطة أن الدوري على الأبواب والرياضيون يترقبون ما سيقدمه الاتحاد من أعمال تسهم في رفع مستوى اللعبة وحل مشاكلها المتكررة على مدى عقود من الزمن.. إنه – إذاً – الضيف المنتظر لأي برنامج إعلامي رياضي يتم تقديمه في هذه الفترة؛ لذا جاء رئيس الاتحاد السعودي المنتخب لأول مرة في تاريخ الكرة السعودية.. جاء الحارس الشهير للمنتخب.. حضر للأمسية وهو يدرك أنه سيحاصر بأسئلة اعلاميين معتقين عجنتهم الرياضة وأحداثها وعاشوا نجاحاتها واخفاقاتها.. جاء لا ليمارس دور الحارس.. يصد عن (بابه) تصويبات تسعى لتطوير الكرة وإنما ليتجاوب مع ذلك الهجوم الملعوب الذي مارسه الإعلاميون معه. ولأن أحمد عيد بشرٌ من لحم ودم.. له ايجابياته وسلبياته، فقد راح يؤكد ذلك قبل أن ينفض ذلك الجمع الكبير من المنتسبين للوسط الرياضي.. مبيناً حاجته للنقد والنصيحة والتوجيه في مهمته التي تمثل تحديا كبيرا للكرة السعودية لكي تعود إلى مكانتها السابقة وتحقق من جديد مزيداً من النجاحات الجميلة المعروفة عنها.. قال كما يقول الأخ لإخوانه والصديق لأصدقائه.. قال بكل تلقائية في لقاء منقول على الهواء على السعودية الرياضية: "إن حرية الرأي والكلمة من وضعت أحمد عيد في هذا المكان لذا أهيب بالحاضرين والمشاهدين والجميع إذا كان هناك اعوجاج في شخصي الله لا يوفقكم ولا يبارك فيكم إذ لم تنصحوني وتوجهوني وإذا لم أتقبل منكم التوجيه والنصح فالله لا يبارك في".. إنها اذاً الشفافية التي نبحث عنها تتجلى بصدق ولا بد أن يستخدمها الجميع لما يحقق الصالح العام دون سعي نحو مصالح خاصة أو تصفية حسابات أو ما شابه ذلك من ممارسات ظلت تعج بها الساحة الرياضية وساهمت بشكل كبير في ذلك التراجع الذي أصاب الكرة السعودية. في أمسية الرياضية وصلة الرمضانية - الناجحة بمنظميها ومقدميها وحضورها ونقلها التلفزيوني - خرج أحمد عيد فائزاً بوعي كل الزملاء الذين أشاروا إلى بعض مواطن الخلل التي يمكن أن تؤثر على عمل الاتحاد.. ولكن ما ينتظره الرياضيون من رئيس اتحاد الكرة ما زال كثيراً وسيجدهم كما يحب (مباركين) يمدون له يد العون ليعيد كرة القدم السعودية إلى مكانتها اقليمياً وقارياً ودولياً.. فبارك الله في أحمد عيد.