أروع ما في مشاركتي الهلال والنصر في الإمارات هي عودة النجمين الكبيرين محمد الشلهوب ومحمد نور للتألق من جديد. كنت أسعد الناس وأنا أشاهد محمد الشلهوب يحمل كأس أفضل لاعب في بطولة العين ليس لأنه موهوب فقط ولكن لأنه لاعب خاص لم تشهد الكرة السعودية مثله. رؤيته تعطيك إحساسا بالراحة والسعادة، فالطيبة الطبيعية الغير متكلفة وحبه للناس دون استثناء جعل الكبار والصغار السعوديين منهم وغير السعوديين ومن كل الميول يعشقونه. صورته وهو يحتضن بحب أحد عمال النظافة في ملعب الملز جعلتنا نفخر جميعا بأننا نعمل في نفس المجال الذي يعمل فيه محمد الشلهوب. شعبية الشلهوب المتزايدة انتصار لنموذج اللاعب الخلوق على حساب اللاعب (الشري) الذي لا يسلم منه أحد حتى زملاءه. محمد نور في المقابل عاد للتوهج وحصد جائزة أفضل لاعب في بطولة بني ياس. فرحت كثيرا لنور لأنه لاعب خارق للعادة. من الظلم أن ينتهي نجم أسطوري مثله فقط لأنه اختلف مع إدارة ناديه. لا أخفي عليكم أنني كنت قلقاً من انطفاء نور بعد خروجه من نادي الاتحاد كما حدث مع عدد كبير من اللاعبين أمثال سعد الحارثي ومالك معاذ . مصدر إبداع نور هي روح المحارب التي يمتلكها ولا ترضى إلا بالانتصار. يبدو أننا على موعد مع موسم ملتهب هذه المرة تعود فيه الإثارة ويعود التنافس الذي افتقدناه لسنوات بين الكبيرين الهلال والنصر. فالهلال لم يحقق بطولة العين فقط بل قدم مستوى فنياً رفيعاً طمأن جماهيره القلقة على فريقها بقيادة مدربه الجديد وابنه البار سامي الجابر. في المقابل قدم النصر مستوى رائعا وحقق لقب بطولة بني ياس بكل جدارة. عودة التنافس بين النصر والهلال هي مفتاح عودة الكرة السعودية لسابق عهدها. فمنذ تراجع مستوى النصر بدأت إنجازات الكرة السعودية تضمر. أعرف أن الوقت مبكر وأن الحكم سابق لأوانه ولكني أتوقع أن يكون الهلال والنصر الأقرب لمنافسة الفتح على لقب الدوري.