أكتب مقال اليوم وأنا أنتظر مع غيري من المسلمين أن يبصر شاهد آخر هلال شهر شوال لكي تطالعوا المقال وأنتم تحتفلون بالعيد السعيد، حيث تواترت الأنباء أن محكمة شقراء قد سجلت شهادة رجل واحد وينتظر أن يتقدم شخص آخر يؤكد رؤية الهلال، وسيستمر الخلاف وستتكرر الأخطاء وسيفترق المسلمون في صيامهم وعيدهم مرات قادمة طالما نرفض استخدام العلم والتقنية التي يمكن أن تحدد بشكل قاطع لا يقبل الشك مولد الهلال من عدمه. لست مفتياً ولم أتعود الخوض في المسائل الدينية ولكني أطالب بالجمع بين الأمرين، بمعنى ألا يعتد برؤية العين المجردة ما لم يتم تأكيد ذلك من خلال التقنيات البصرية كالتلسكوب والمراصد وغيرها، فمن المستحيل أن يرى إنسان بعينه المجردة ما لا يمكن رؤيته بمنظار يقرب الصورة ويكبرها آلاف المرات، وبذلك يتم قطع الشك باليقين وفي حال لم تتم المشاهدة يعتد بالمراصد لأنها ترى ما لا تراه العين المجردة، شريطة أن يتفق العالم الإسلامي على مرصد واحد يتم توفير كافة الأدوات والمختصين والميزانيات اللازمة لضمان أفضل النتائج وأدقها. في كل عام يختلف المسلمون في بداية الصيام ويترتب على ذلك اختلاف في العيد، وفي ذلك تفرق لوحدة المسلمين وإرباك لجداول سفرهم وأعمالهم، وننتظر من علماء المسلمين والقيادات السياسية وضع نهاية لهذا الإشكال الذي ينبغي أن يضع الحكماء نهاية له، فالعالم من حولنا يراقب ويتابع تفرّق المسلمين في أساسيات شعائرهم الدينية كالصيام والعيد، ولعل المتابع يلاحظ أن قرار دخول شهر ذي الحجة بيد المملكة العربية السعودية لوحدها ولذلك لم يحدث أن اختلف المسلمون في يوم عرفة أو عيد الأضحى، ويقيني أن المسلمين على استعداد لاعتماد مرصد واحد يكون قراره ملزماً للجميع. تغريدة tweet: في الوقت الذي أهنئ الجميع بعيد الفطر المبارك، فإنني أتقدم بخالص العزاء للصديق الصدوق صالح بن إبراهيم المزروع في وفاة والدته "الجوهرة السعدون" التي انتقلت إلى رحمة الله وواريناها الثرى عصر أمس، والعزاء موصول لجميع أبنائها وبناتها وأحفادها وحفيداتها المستبشرين بحسن الختام، فقد كتب الله لها صيام سبعة وعشرين يوماً من رمضان بصحة وعافية، كتب الله لها أجرها وأحسن بها ختامها وجمعها بأحبابها في الجنة .. وعلى منصات العزاء والعيد نلتقي،،،