في أحد معسكرات المنتخب السعودي الأول أواخر التسعينات، طلب مني لاعب أن اقرأ وأعدل خطاباً كتبه لإحدى الجهات. قرأته فلم أفهم منه شيئا رغم أنه لايتعدى الثلاثة أسطر. ما فهمته من قراءة السطور الثلاثة أن لدى اللاعب مشكلة ولكن ليس مع أحد بل مع "التعبير". فجمله غير مفهومة ولامترابطة، وبكل تأكيد لا تعكس حرقته الشديدة من الظلم الذي وقع عليه. المحير إنه ذكر "وجهة انتظاري" بدل "وجهة نظري" مرتين في الخطاب. ضحكت من قلبي وأنا اقرأ تصريحا لمستشار للاتحاد السعودي لكرة القدم يتحدث فيه عن خطط واستراتيجيات لتطوير الكرة السعودية من أجل إعادتها من جديد لتوهجها. أبحر في الموضوع قبل أن يختم كلامه باستعانته بلاعبين سابقين حددهم بالاسم ليعينوه على هذه المهمة الجسيمة. الغريب إنه لايوجد جامعي واحد ممن ذكرهم والأغرب أن واحدا منهم لا يحمل شهادة أصلا. من شروط الترشح لعضوية الجمعية العمومية التي انبثق منها أعضاء الاتحاد السعودي هو الحصول على الشهادة الجامعية. وضع الشهادة الجامعية كشرط ليس اختراعا رياضيا بل معمول به في العديد من القطاعات والكثير من الدول وتعتمده اللجان كشرط أساسي. لأن خريج الجامعة -على الأقل- قادر على ترجمة أفكاره على شكل تقرير مكتوب، ويستطيع التفكير بشكل علمي في أي مشكلة ليجد الحلول المناسبة لها ويضع التوصيات التي تساعد على تطبيقها. أما غير المتعلم فإنه يستخدم أسلوب المحاولة والخطأ الذي تخطته الكرة السعودية منذ عقود. لذلك أتمنى من الاتحاد السعودي الذي يضم نخبة من الرجال الأفاضل الذين دعموا خبرتهم الرياضية بالحصول على أعلى الدرجات العلمية وعلى رأسهم أحمد عيد بأن يمنع استعانة الاتحاد بأي شخص ما لم يكن حاصلا على الشهادة الجامعية سواء في اللجان الأساسية أو الفرعية أو في المنتخبات.. هذه وجهة انتظاري.. والله يحفظكم.