ارتبط الهوى والمتعة وسعة الصدر بالشباب وفترة تفتح العمر وبدايات النشاط والحيوية والجرأة وعدم التفكير في العواقب. ولهذا جاء في الأثر عجبت من الشاب ليست له صبوة.وعد من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله شاب نشأ في طاعة الله. وهذا دلالة على صعوبة ذلك وميل الشباب للدعة والوناسة والبهجة.وفي أيام الإجازات وانتشار الخليجيين في دول العالم من لوس أنجلوس وأورانج كاونتي وديتونا بيج ونيوبورت إلى نيويورك وتايم سكوير إلى لندن وباريس وجنيف وفيينا وبرلين وفرانكفورت وبرشلونة وروما وإسطنبول وطرابزون وانتهاء بالشرق ماليزيا وإندونيسيا وسيريلانكا وأستراليا والفلبين وغيرها من دول العالم المختلفة .وهنا تكون العائلة في حالة من الاسترخاء مع استعراض الثراء والسيارات الفاخرة والمشتريات الباذخة والملابس والتجمل على آخر موديل وهذه هي الطبقة المخملية التي تملك معظم المال فمتعها الله به إذا كان حلالا طيباً وسيخزيها الله إذا كان مالاً حراما دون وجه حق. وتكون المسؤولية كبرى في متابعة الشباب والشابات وحالات التعارف والغزل الذي لا يتوفر في بلدانهم فتكون رحلات الصيف وسيلة للتنفيس وقد تعود الأسر بمآس نتيجة هذا التخالط .وبالنظر إلى يوم الأسرة في هذه الإجازة فإنه يتمثل في جلوس الآباء في الفنادق الكبرى يتحدثون ويتذكرون أيام الشباب ولا مانع من الترزز ولبس القمصان الملونة وفتح الصدر والمبالغة في صبغ الشعر . وتمضي الأمهات والخالات في التجول في الأسواق والتجمع في المقاهي أو تمضية الوقت مشياً على بحيرة جنيف أو الشانزلزيه أو أكسفورد ستريت، بينما يعيش الشباب والشابات الأجواء التي ينتظرونها في الأسواق والمطاعم والأجواء الليلية المختلفة .هنا فقط ونحن نلمس انسيابية الشوارع في مدينة الرياض واختفاء الزحام نسبياً ندرك أن السفر لدى السعوديين أصبح حقيقة لا جدال فيها بإختلاف خلفياتهم ومناطقهم وتشددهم وانفتاحهم فهو متعة وترفيه يستحق دفع المال والاستمتاع بالسفر ولا يوجد أحد أفضل من أحد .لكن لمن أعطاه الله الخير ليسافر ويستمتع عليه أن يتذكر دور الأيتام وجمعيات المعاقين وأطفال مرضى السرطان والأسر المحتاجة ومرضى الفشل الكلوي وجمعيات البر والفقراء والمساكين الذين هم بحاجة للدعم والمساندة فاقتطع جزءا يسيرا وتبرع به لهؤلاء لعل ذلك يسجل في ميزان حسناتك وتكفيرا لذنوب ربما اقترفتها في سفرك هذا الصيف تعينك حتى وقت مجيء الصيف المقبل.