القدوات من أهم ما يحتاجه المجتمع ولكن للأسف نحن نهمل هذه النماذج ولا نبرزها في وسائل الإعلام ليستفيد منها المجتمع ويستفيد من حياتها وتجربتها. وعندما ننظر إلى المتفوقين والموهوبين في دراساتهم أو الذين حققوا درجات عالية في اختبار القياس فإننا نجد اختفاءهم عن الصورة ولا يظهر للشباب إلا نجوم الكرة والفن وربما السرعة والتفحيط والسيارات. وكما يعلم الجميع فإننا مجتمع شاب يشكل الشباب النسبة الكبرى منه حيث تبلغ نسبة الشباب حسب إحصائية صادرة من المركز الوطني للشباب التابع لجامعة الملك سعود 83% من المجتمع السعودي هم أقل من 39 عاماً وهذا يعني أهمية الإلتفات إلى هؤلاء الشباب وإمدادهم بالتجربة والنماذج الناجحة في المجتمع للإطلاع على مسيرتهم والاستفادة منها.وأرى أن أهم مايقدم للشاب هو تجربة الشاب الناجح والذي يكون في مثل عمره وهو أمر يمكن أن يتم عن طريق النتائج الدراسية كمعيار للنجاح لأنها لا تأتي إلا بالجدية والمثابرة والصبر والطموح. أو النظر إلى النماذج الشابة التي نجحت في مجال الأعمال بإرادتها وعصاميتها وكفاحها وليس من بيوت الأعمال لأن المحزن في الأمر أن الغرف التجارية حصرت غالبا الدعم والمساندة وفتح مجال الأعمال على أبناء التجار والمؤثرين في الغرف أما العامة من الشباب فإن فرص القروض والتسهيلات ودعم الأفكار الجيدة لإنجاحها قد قلصت وضيقت مجالات الدعم. وأعود إلى اقتراح للمركز الوطني للقياس ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والثقافة والإعلام إلى أهمية إيجاد كشاف وإحصائية بالموهوبين والبارزين والمتفوقين والحاصلين على درجات عالية في قياس ثم إعداد مقابلات تلفزيونية تبث في مختلف وسائل الإعلام التقليدي والحديث يعرض فيها الشاب طريقته في الحياة وانضباطيته وأسباب تفوقه ونصائحه لزملائه وتجربته التي أوصلته إلى هذا التميز والنجاح لأن أكثر مايحتاجه الشاب هو القدوة من زميله الشاب المقارب له في العمر والوطن والتجربة وهذا للأسف مانفتقده إذا لا يسلط الضوء على هؤلاء الشباب ولا يحتفى بهم ولا يبرزون لعرض تجاربهم ليقتدي بها زملاؤهم وهو أمر لا يقف عند استفادة زملائهم منهم وإنما الاحتفاء بهم وتشجيعهم وتقدير مواهبهم والشد على أيديهم ومؤازرتهم ليواصلوا النجاح والتميز.