منذ ترك المدرب البلجيكي أريك جيريتس الهلال والصداع لا يكاد يفارق رأسي. لم يكن صداعا عاديا يمكن مقاومته بحبتي بندول وقهوة تركية. لا .. لا .. هذا الصداع أكثر تقدماً وتعقيدا وانتقائية .. فهو لا يهجم إلا قبل مباريات الهلال وبالتحديد عندما أبدأ بالتفكير في طريقة لعب الهلال والتشكيلة المتوقعة ويزداد شراسة وعدوانية بمجرد مشاركة أسماء لم تكن على البال ولا على الخاطر، فخلال ثلاثة مواسم لم أنجح مرة واحدة في توقع تشكيلة الفريق .. فمدرب يلعب بأربعة أظهره وآخر يزج بعبدالله الزوري كقلب دفاع وثالث يصر على إشراك محمد الشلهوب كمحور ارتكاز وغيره يعتمد على محمد نامي اعتماد كلياً وغيره ... وغيره. غادر الصداع رأسي لأول مرة وأخذ معه التأليف واللامنطق. في مباراة الهلال والعروبة توقعت تشكيلة الهلال وطريقة لعبه ولم يخيب ظني مدرب الفريق سامي الجابر. سعادتي لم تكن بسبب صدق توقعي بل لأنها المرة الأولى منذ أكثر من ثلاث سنوات التي يقود فيها الهلال مدرب منطقي، واقعي، قادر على اختيار أفضل وأجهز لاعب في كل مركز. أعرف أن الهلال لم يكن مقنعاً في مباراة العروبة كما كان في المباريات الودية التي سبقتها وأعرف أن هذا يقلق جمهور الهلال. ولكن هذه البداية أفضل بمراحل من أول مباريات الهلال مع جيريتس. فالهلال وقتها بدأ الدوري أمام العائد للممتاز فريق القادسية في ملعب الراكة بالخبر وحقق فوزا صعبا بهدف لأحمد الصويلح قبل نهاية المباراة بدقائق. كان مستوى الهلال في تلك المباراة باهتاً وكان فريق القادسية هو البادئ بالتسجيل ولكن الهلال انطلق بعدها لتحقيق بطولة الدوري. أعجبني في مباراة الهلال والعروبة هدوء وصبر سامي الجابر وعدم استعجاله على النتيجة. هذا يدل على ثقته في نفسه وفي فريقه. أعرف أن جمهور الهلال لا يرضى بأقل من النتيجة والمستوى ولكنه اليوم مطالب بدعم سامي وإعطائه الثقة من أجل مستقبل الهلال. أتمنى أن يبقى سامي مدربا للهلال أعواماً مديدة فما أمتع الهلال بلا صداع ولا ضغط ولا تشكيلة تفقع المرارة. بسرعة ـ مختار فلاتة تفوق على نفسه وعلى فريق الشباب بأكمله فانتهت المباراة بهدف للشباب مقابل أربعة لمختار. ـ الأهلي هو الفريق الوحيد من بين فرق الجولة الأولى الذي لعب مباراة كاملة بمستوى شبه ثابت، أما بقية الفرق فكان أداؤها يتغير كل خمس دقائق. ـ التشكيك في الأرقام الرسمية للحضور الجماهيري سيستمر ما دامت قضايا الوسط الرياضي تُبنى على الهجس والشك ونظرية المؤامرة. ـ أتمنى أن يستمر فايز السبيعي في حراسة المرمى الهلالي، فمن الظلم الاعتماد على حارس لا يجيد حتى تنفيذ ركلة المرمى. ـ أخطاء العمري والفنيطل جففت كل سحب التفاؤل بموسم عادل. السؤال الذي يجب أن يطرحه اتحاد الكرة على نفسه وهو يدافع باستماتة عن الحكم المحلي "هل الحكم السعودي أهم من الكرة السعودية "؟.